حصار ومراقبة وحظر.. ماذا جرى للمؤسسات الاقتصادية الإخوانية في أوروبا؟

حصار ومراقبة وحظر.. ماذا جرى للمؤسسات الاقتصادية الإخوانية في أوروبا؟

حصار ومراقبة وحظر.. ماذا جرى للمؤسسات الاقتصادية الإخوانية في أوروبا؟
جماعة الإخوان

تمتلك جماعة الإخوان التي تعمل عبر واجهات مختلفة في أوروبا مؤسسات اقتصادية ومالية، لكن إلى أيّ مدى تأثرت مع عمليات الحظر والحصار والمراقبة التي جرت خلال الأعوام الـ (3) الأخيرة للجماعة وفروعها

الشبكة والروابط


تعتمد استراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية، تعمل بطريقة لا مركزية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحّد، وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم، وترفض الاعتراف بأيّ ملكية لها، إلا أنّ تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة.

من هذه المؤسسات مؤسسة "الإغاثة الإسلامية" التي تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها، وقد أُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم "إبراهيم الزيات، وهاني البنّا، ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية (عمر الألفي)"؛ وهي تقوم بنشاطها المعلن "تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي"وكان يترأس إدارتها عصام الحداد، والعراقي أحمد كاظم الراوي، وأيضاً صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني "أنتربال"، وهي مؤسسة معروفة ويترأسها عصام مصطفى عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس.


مستقبل الشبكة


في هذا الصدد، يقول ماهر فرغلي الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية: يعيش اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا في أزمات متلاحقة، أوّلها الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية، ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات، التي تريد كل منها السيطرة على مصادر التمويل، وحصار الجماعة في بلاد المهد في مصر وتونس وغيرها من الأقطار.

وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، أنه ورغم ما سبق؛ فالجماعة حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها.

وتابع: ما تزال أوروبا متسامحة مع أنشطة مريبة للجماعة تحت عناوين مراكز ثقافية ودعوية، وفي حقيقتها تنشط داخل شبكة ممتدة ومعقدة كاقتصاد موازٍ يمارس كل الأنشطة غير المشروعة، لذا فالمستقبل الاقتصادي للجماعة لا مناص منه، لأنّه حياة أو موت بالنسبة إليها، من هنا أنشأ (الإخوان) الآن كيانات جديدة، واستبدلوا الجيل الأول من الرواد، الذين أنشؤوا الشبكات الإخوانية ببطء بجيل ثانٍ من النشطاء المولودين في الغرب، الذين سيضيفون حتماً وجهات نظرهم في توجيه هذه المنظمات، من أجل أن يكونوا مجرد قوة تمويلية سرية للجماعة.