تصعيد وشيك في غزة.. التهديدات تشتعل والوساطات في مأزق

تصعيد وشيك في غزة.. التهديدات تشتعل والوساطات في مأزق

تصعيد وشيك في غزة.. التهديدات تشتعل والوساطات في مأزق
حرب غزة

في خطوة تحمل دلالات تصعيدية واضحة، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتكثيف الحشود العسكرية في قطاع غزة ومحيطه، ملوحًا بإمكانية استئناف العمليات القتالية في أي لحظة، هذا التحرك يأتي بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني، حيث تم اتخاذ القرار بالإجماع، ما يعكس توجهًا نحو التصعيد العسكري إذا لم تُنفّذ شروط إسرائيل في ملف الرهائن.

*تعقيدات المشهد*


مع اقتراب الموعد الحاسم، تتزايد المؤشرات على أن التهدئة بين إسرائيل وحماس قد لا تدوم طويلًا، خاصة مع تصعيد اللهجة العسكرية الإسرائيلية وتكثيف الحشود على حدود غزة.

نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، أكد في منشور له على منصة "إكس"، أن حكومته لن تتهاون في استئناف الحرب إذا لم تفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.

هذه التهديدات جاءت في وقت أعلنت فيه الحركة تأجيل عمليات التبادل بسبب عدم التزام الجانب الإسرائيلي ببنود الهدنة وبما وصفته بـ"التطورات الطارئة والخلافات الجديدة"، ما زاد المشهد تعقيدًا ودفع بالمخاوف نحو اندلاع جولة جديدة من المواجهات.

*تصعيد ميداني متسارع*


بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فقد صدرت أوامر جديدة تقضي بتعزيز التواجد العسكري على تخوم غزة، حيث بدأت وحدات قتالية إضافية بالانتشار على طول الحدود، مع رفع مستوى التأهب لدى القوات المتمركزة في مستوطنات غلاف غزة. وتشمل هذه التعزيزات نشر فرق استطلاع متقدمة، إلى جانب وحدات مدرعة وأخرى تابعة لسلاح المدفعية، تحسبًا لأي تصعيد محتمل. 

في السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية، أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات من القوات الخاصة إلى مناطق استراتيجية، من بينها محاور التماس والنقاط الحساسة على الحدود، وذلك في خطوة تهدف إلى ممارسة ضغط عسكري مباشر على حركة حماس، وإجبارها على تقديم تنازلات في ملف الرهائن والمفاوضات الجارية. 

من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية، أن الجيش تلقى تعليمات برفع وتيرة الاستعداد لمجموعة من السيناريوهات، تشمل تنفيذ ضربات جوية مركزة ضد مواقع حيوية داخل غزة، إلى جانب عمليات توغل بري "محدودة"، قد تتطور إلى مواجهات أوسع في حال انهيار المفاوضات الجارية. وبحسب مسؤولين عسكريين، فإن القيادة الإسرائيلية لا تستبعد أي خيار، في ظل ما تعتبره "مماطلة" من جانب حماس في تنفيذ شروط الاتفاق.

*حماس ترد: لا تنازلات تحت التهديد*


في المقابل، اعتبرت حركة حماس، أن التهديدات الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى تعقيد المشهد، مؤكدة أنها لن تقدم أي تنازلات تحت الضغط العسكري.

وقال أحد القياديين في الحركة، إن "الاحتلال يراهن على الضغط العسكري لتحقيق مكاسب سياسية، لكننا نمتلك أوراق قوة ولن نسمح بفرض شروط مجحفة علينا".

وأشار المصدر ذاته، أن تأجيل عمليات تبادل الأسرى جاء بعد تطورات غير متوقعة، من بينها تدخلات خارجية وضغوط أمريكية على الوساطة المصرية، بالإضافة إلى تهديدات أطلقها مسؤولون غربيون بشأن مستقبل الحركة السياسي إذا استمرت في تبني خيار المقاومة المسلحة.

*تهديدات ترامب*


فاقم دخول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على خط الأزمة التوتر القائم، بعدما أطلق تصريحات نارية ضد حركة حماس، متوعدًا إياها بـ"الجحيم" إذا لم تستجب للمطالب الإسرائيلية بشأن الإفراج عن الرهائن.

حيث شدد ترامب على ضرورة اتخاذ "إجراءات صارمة" ضد الحركة، ملمحًا إلى أن واشنطن قد تدعم أي تحرك إسرائيلي في حال استئناف القتال، مؤكدًا على فتح أبواب الجحيم في غزة.

ردود الفعل على هذه التصريحات جاءت حادة، إذ اعتبرتها حماس تأكيدًا جديدًا على "الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل"، مؤكدة أن تهديدات ترامب لن تغير من موقفها.

*يزيد تعقيد المشهد*


من جانبه، يقول دكتور محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن تصريحات ترامب تجاه غزة ليست سوى امتداد لسياسات أمريكية منحازة تاريخيًا لإسرائيل، وهو ما يعكس استمرار دعم واشنطن غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية.

ويرى المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن تدخل ترامب بهذا الشكل يزيد من تعقيد المشهد، حيث يمنح إسرائيل ضوءًا أخضر للتصعيد العسكري، ويقوض أي جهود دبلوماسية لإيجاد تسوية تنهي المعاناة الإنسانية في غزة.

وأكد المنجي، على أن الحل لا يكمن في مزيد من التصعيد، بل في ممارسة ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل لوقف عدوانها، ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله لاستعادة حقوقه المشروعة، بعيدًا عن المزايدات السياسية الأمريكية التي تزيد من تأجيج الصراع.