منشقون وباحثون يكشفون تاريخ الإخوان في استغلال القضية الفلسطينية لصالحهم

منشقون وباحثون يكشفون تاريخ الإخوان في استغلال القضية الفلسطينية لصالحهم

منشقون وباحثون يكشفون تاريخ الإخوان في استغلال القضية الفلسطينية لصالحهم
جماعة الإخوان

لم تكن القضية الفلسطينية عند جماعة الإخوان المسلمين يومًا سوى ورقة سياسية، وشعار تعبوي يُرفع كلما احتاج التنظيم إلى حشد جماهيري أو تبرير موقف أو إعادة إنتاج شرعيته في الشارع.

 منذ تأسيس الجماعة عام 1928، لعبت فلسطين دورًا مركزيًا في خطابها، لكن دون أن تُترجم تلك الشعارات إلى فعل سياسي أو نضالي صادق.

اللافت أن الجماعة – على مدار أكثر من تسعين عامًا – لم تنخرط فعليًا في بناء مشروع وطني فلسطيني، ولم تُسهم في توحيد الصف العربي تجاه الاحتلال، بل استخدمت "القدس" كرمز تعبوي لاستقطاب الجماهير، وتحويل النقمة الشعبية ضد الاحتلال إلى رأسمال دعائي يخدم التنظيم، لا فلسطين.

في هذا التقرير، نعرض شهادات وتحليلات من أربع شخصيات مرجعية لنعرف كيف تلاعب الإخوان بالقضية الفلسطينية، من الوعظ إلى الأموال، ومن اللافتات إلى المقايضات السياسية.

يقول المحامي والقيادي المنشق ثروت الخرباوي: إن الإخوان تعاملوا مع القضية الفلسطينية باعتبارها "سلعة سياسية" تُستخدم حسب الحاجة، لا باعتبارها مسؤولية تاريخية أو أخلاقية.

وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-: أن القدس عند الجماعة كانت دايمًا كلمة سر لاستدعاء الحشود، خاصة في المواسم الكبرى: الانتخابات، التظاهرات، أو عند شعورهم بتراجع شعبيتهم."

ويشير، أن الجماعة كانت تجيد توظيف مشهد الاحتلال دون أي نية للانخراط الحقيقي في دعم الفلسطينيين، وكانوا يرفعون صور الأقصى، ويهتفون للمقاومة، بينما يتاجرون بالقضية في جمع التبرعات، وغالبًا لا أحد يعرف أين تذهب الأموال ولا من المستفيد".

ويضيف الخرباوي: ما يحدث ليس تعاطفًا، بل توظيفًا. حين تضيق عليهم السبل، يعيدون إحياء خطاب (العدو الصهيوني) لتحويل الأنظار عن أزماتهم الداخلية".

يرى الكاتب والباحث في شئون الجماعات الارهابية هشام النجار، أن فلسطين، في قاموس الإخوان، كانت دائمًا "اللافتة الأكثر أمانًا" لتبرير الغضب وتحريض الشارع دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الأنظمة.

ويقول لـ"العرب مباشر-: إن الحديث عن تحرير القدس لا يكلف شيئًا، لكنه يمنح الجماعة هالة نضالية زائفة. طوال الوقت، كان هناك استثمار في الجرح الفلسطيني، لا محاولات حقيقية لمداواته."

ويؤكد النجار، أن خطاب الجماعة حرص على إبقاء فلسطين "قضية دينية" لا سياسية فهم حولوا الصراع إلى معركة هوية وعقيدة، لا قضية احتلال واستعمار، والهدف كان دائمًا تعبئة القواعد لا دعم التحرر الوطني الفلسطيني".

الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة د. عمرو عبد المنعم يؤكد أن الإخوان اتخذوا من فلسطين أداة استراتيجية لتجنيد الأتباع، لا لتحرير الأرض.

ولفت، أنه كانت فلسطين حاضرة بقوة في مناهج التربية داخل الجماعة، لكنها لم تكن مطروحة كقضية سياسية معقدة، بل كجزء من معركة كبرى ضد (العدو الصليبي والصهيوني)، ضمن خطاب تعبوي يستخدم الدين لأغراض التنظيم."

ويضيف: شعارات مثل: (خيبر خيبر يا يهود) أو (إلى القدس زحفًا) لم تُنتج وعيًا سياسيًا، بل أنتجت عقلية مشحونة دينيًا قابلة للتوجيه، وهذا ما أراده التنظيم".

وأوضح، أنه لم تشارك الجماعة يومًا في بناء موقف عربي موحد تجاه فلسطين، بل استثمرت في الانقسام، واعتبرت أن مجرد رفع اللافتات كافٍ لبناء الشرعية أمام الجماهير".

وأضاف: لم تبنِ الجماعة مستشفيات في فلسطين، ولا مدارس، ولا مراكز دعم حقيقية. كل ما فعلوه هو بناء خطاب، لا بنية تحتية. وتسويق القضية، لا خدمتها.

مشيرًا، أن الجماعة دائمًا ما كانت "تختطف العاطفة العربية تجاه فلسطين" وتُعيد توجيهها بما يخدم مصالحها التنظيمية: بأن فلسطين بالنسبة للإخوان ليست شعبًا محتلًا، بل ساحة مفتوحة للشعارات، ولتحقيق مكاسب خطابية.