محلل يكشف أسباب دعم الإخوان لإطالة الحرب السودانية
محلل يكشف أسباب دعم الإخوان لإطالة الحرب السودانية
يتحرك تنظيم جماعة الإخوان السودانية بكل روافده وأذرعه الإلكترونية والأمنية والعسكرية بطول وعرض الساحة، داخل وخارج البلاد، معتمدًا بصورة رئيسية على تكتيك قديم ومجرب منذ عقود طويلة عن طريق التضليل والحرب النفسية والتسريبات الانصرافية المنهجية لإرباك الناس وشقّ الصفوف وزرع الفتن والتناقضات.
أزمات كبرى
ويتزايد القلق في السودان بشأن مصير مئات المفقودين والمعتقلين بالتزامن مع تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية ووسط اتساع رقعة القتال وشمولها عددًا من المناطق الجديدة في جنوب شرق البلاد وأخرى في ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور غرب البلاد.
رصد حقوقيون وناشطون تزايدًا كبيرًا في معدلات اعتقال وقتل المدنيين لمجرد الشك في انتماء الضحية لأحد طرفي القتال سواء بسبب شكله أو وجوده في منطقة سيطرة طرف ما ويتهم حقوقيون طرفي القتال بإطلاق العنان لأعمال عنف مروعة، حيث تشير تقارير إلى تصفية العشرات من الرجال والنساء على يد مسلحين منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023.
دمار هائل
في هذا الصدد، قال محمد الطيب المحلل السياسي السوداني: رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والتي أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألفًا وتشريد نحو 9 ملايين وأحدثت خسائر اقتصادية تقدر بمئات المليارات، إلا أن مجموعات سياسية وإعلامية تقودها عناصر المؤتمر الوطني - الجناح السياسي لتنظيم الإخوان - تسعى للترويج علنًا لاستمرار الحرب ورفض أي جهود دولية أو إقليمية لاستئناف عملية التفاوض.
وأضاف - في تصريح - أن سبب اصطفاف مجموعة الإخوان في الاتجاه المعاكس للحل السلمي يعود إلى أن الحروب في حد ذاتها ظلت تشكل دائمًا وسيلة تنظيم الإخوان لتحقيق أهدافه السياسية، ويوضح أن "تجربة الإخوان التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا شهدت حروبًا في كل أطراف السودان وخلفت خسائر ضخمة وأدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وعرضت البلاد لخطر التقسيم".
وأوضح أن "الهدف من كل هذه المحاولات التي تعيق مفاوضات الحل السلمي هو سعيهم للعودة إلى الحكم، وإيجاد مخرج لقياداتهم المطلوبة لدى المحاكم الدولية والمحلية على هذا الأساس فإن الإخوان يرغبون في أن تحقق لهم الحرب حكم السودان إلى الأبد من دون مشروع سياسي أخلاقي".