أصبحت الحرب المستمرة في قطاع غزة نقطة تحول في مسار جماعات الإرهابية سواء على مستوى السياسة الذي تمارسه هذه الجماعات المتطرفة أو على مستوى خطابها، كما أن للحرب في غزة تداعيات طويلة الأمد على هذه الجماعات، حيث تعتبر حركة حماس المنفذ الرئيسي للهجمات في 7 أكتوبر الماضي امتدادًا فكريًا وتنظيميًا لجماعة الإخوان الإرهابية.  

فقد ستؤثر الحرب ونتائجها على سلوك جماعة الإخوان الإرهابية، وهو التغيير الذي بدأ يظهر في فروع الإخوان المسلمين في الدول العربية، حيث استغلت الجماعة الإرهابية الحرب في غزة لنشر الفوضى والمشروع التخريبي لزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.

الجماعات الإرهابية والقضية الفلسطينية 

خبراء أشاروا إلى مؤشرات تدفع المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب تتجه نحو موجة واسعة من التطرف، إثر تصاعد الأحداث المشتعلة في غزة بين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وممارسات الجيش الإسرائيلي التي ترتكب جرائم حرب يوميًا ضد سكان غزة.

وأضافوا أنها هي قضايا سيتم التعامل معها بمهنية عالية في مناقشة هذه القضية خاصة الجماعات الإرهابية والتكفيرية، مثل داعش والقاعدة، إضافة إلى ذلك، دفعت الحرب الأميركيين من اليسار الديمقراطي إلى إعادة نشر رسالة تحدث من خلالها أسامة بن لادن إلى الأميركيين، موضحًا الأسباب التي دفعت تنظيم القاعدة إلى مهاجمة المصالح الأميركية. 

مخطط الإخوان المسلمين ونشر الفوضى في المنطقة 

واجهت مصر مخطط تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي لتوطين الفلسطينيين في سيناء، بالإضافة إلى التحركات الإقليمية والدولية التي قامت بها مصر، فقد قامت بالعديد من الخطوات المحددة التالية التي قد تتخذها الحكومة المصرية تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية. 

وفي عدة مناسبات جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوته للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل معًا لتنفيذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام بين الطرفين "فلسطين وإسرائيل"، باعتبارهما حجر الزاوية في تطلعات شعوب المنطقة إلى تحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي، كما دعا الأطراف الدولية إلى عدم الاستسلام. حيث إن الركود السياسي الذي يتراكم مع مرور الوقت يزيد من تعقيد التسوية في المستقبل.

وخلال الفترة الماضية، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية من الأردن ودولًا عربية أخرى مخططها بنشر العنف في المنطقة في ظروف صعبة وسط تصاعد التوترات والحرب في غزة. 

حيث قامت مؤخرًا بإثارة الرأي العام في الأردن، ثم الانتقال لمحطة جديدة في دول أخرى مثل مصر، بالإضافة إلى مساعيها لتوريط الأردن في الأحداث المشتعلة في فلسطين مع خلق فوضى بالبلاد من خلال المظاهرات الأخيرة وخروجها عن السلمية، مع نشر ادعاءات تزيد من أعمال العنف وتمكنهم من الحصول على مزيد من التعاطف الشعبي العربي. 

استغلال الإخوان للقضية الفلسطينية وتوظيفها لحساباتهم السياسية 

وقال طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية، والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: دائمًا ما يستغل تنظيم الإخوان القضية الفلسطينية وتوظيفها لحسباته السياسية فيستغل التعاطف الشعبي الكبير مع حقوق الفلسطينين. 

وأضاف - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، كما يركب التنظيم الإرهابي هذه الموجة ليثبت وجوده و يعوض ما خسره من مكاسب سياسية، فمنذ بداية محنة الشعب الفلسطيني، والإخوان يستغلون هذه المحنة في الترويج لمشاريعهم الهدامة ويحرجون الأنظمة العربية التي تسعى لحماية المجتمعات العربية من شرورهم و يتهمونها بخيانة القضية الفلسطينية. 

وتابع البشبيشي: إن من أكثر القضايا التي يجيد الإخوان توظيفها لصالحهم هي القضية الفلسطينية، كما أن الأخطر إنهم يعرقولن أي حل سياسي لها.  

وأكد أن حركة حماس الإخوانية تسببت في تقسيم الشعب الفلسطيني، ورفعت السلاح في وجه خصومها من الفصائل الأخرى، وتسببت في تهميش منظمة التحرير؛ مما سبب أكبر ضرر للقضية الفلسطينية و أكبر استفادة للاحتلال الصهيوني. 

المعنى الحقيقي للتطرف وغسل الأدمغة  

ويقول الناشط السياسي البارز منذر آل الشيخ - عبر حسابه الشخص بموقع التواصل "إكس"-: "كم ممتع رؤية الأدوات المشردة والإخوان في هذه المذلة والهوان والضعف، حتى بلغ من ضعفهم وللحفاظ على قواعدهم ترويج كذبت أزالت اسم فلسطين".

كما أوضح الناشط السياسي والأستاذ الأكاديمي دكتور تركي بن عبد المحسن بن عبيد - عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس"-: أن المعنى الحقيقي للتطرف الفكري وطريقة غسل الأدمغة والتلون والتلميع واستخدام الحيل والحيلة والأقنعة الممزوجة الخبيثة، يعتبر تهديدًا خطيرًا لوسائل التواصل إذا كثر أشكالهم في الظهور في الإعلام ونشر خطاباتهم . 

 واستطرد يمكن "أن يؤدي كلامهم لذكر العنف والخطورة من الإرهاب لكي يبسطون ويسهلون الدخول لعالمهم المنحط"،  وإلى الميل والتفرقة للتضليل والتلون في نشر خطابات متعددة للتموية، وكشف التلاعب الإعلامي بالتطرف الفكري العديد من السمات "بما في ذلك التلون والتضليل وتعزيز وتحسين صورتهم وتلميعها في الإعلام".

وتابع " تركي": "يتلاعبون ويظللون أنفسهم بأنهم مصلحون وهم من يزعم بأنه من حارب المجتمعات من التطرف الفكري في البلدان وغيرها، مثلا من خلال تلميع أنفسهم في الإعلام كالتوعية والتثقيف وتعزيز القيم المشتركة مثل التسامح والاحترام والتعايش السلمي في الظهور بالندوات وغيرها من الحيل والخدع"، ويحاولون أن تكون الحوارات المفتوحة لعمل غسل الأدمغة ويمثلون أنفسهم بأنهم أناس طبيعيون، وأن تكون تلك المناقشات البناءة جزءًا من الحل، بالإضافة إلى إنهم يلعبون على وتر و وتيرة الإرهاب والتطرف.  

وبدوره، قال الناشط السياسي فهد ديباجي: إن أولوية الإخوان وأذناب إيران حاليًا هي عرقلة أو تشويه الاتفاق السعودي الأمريكي الضخم بأي وسيلة كانت، لأنه سيغير مسار الأوضاع في الشرق الأوسط نحو الأفضل والاستقرار ويخرج وينهي دورهم في المنطقة.