من أسطح البنايات.. قوات الاحتلال تستهدف الأبرياء بعد منتصف الليل وتوقع أضرار جسيمة
قوات الاحتلال تستهدف الأبرياء بعد منتصف الليل وتوقع أضرار جسيمة بالبنية التحتية
في فجر يوم جديد، تعانق أصداء الرصاص أرواح الأبرياء في مدينة جنين والضفة الغربية، حيث تتشابك خيوط الألم والأمل في رواية حزينة تسرد قصة استشهاد شابين وإصابة آخرين، في حادثة تعكس مأساة مستمرة تحت وطأة الاحتلال، واصرار إسرائيل على تصعيد العنف في الضفة الغربية وإشعال الأوضاع وكأنها لا تكتفي بالنار المستعرة في غزة.
*اقتحام جنين*
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، اكتست مدينة جنين بالحزن على فقدان اثنين من أبنائها، وهما الشابان ربيع النورسي ومحمود أبو الهيجا، اللذان قضيا نحبهما تحت وابل من الرصاص الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، أُصيب أربعة آخرين بجروح تراوحت بين المتوسطة والخطيرة، وفق ما أفادت به مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
التقارير تشير إلى أن الشابين كانا ضمن مجموعة تواجدت أمام قسم الطوارئ بمستشفى خليل سليمان الحكومي، حينما اعتلى جنود الاحتلال أسطح البنايات المجاورة وبدأوا بإطلاق النار عليهم.
وفي تصريح لـ"العرب مباشر"، أورد أحد الناجين من الحادثة، تفاصيل اللحظات المروعة التي شهدها، حيث أصيب برصاصة في يده بينما كان يجلس بأمان مع رفاقه؛ مما أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة آخرين.
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها بعد منتصف الليل؛ مما أدى إلى اندلاع مواجهات وأضرار جسيمة بالبنية التحتية.
وقد دخلت القوات المدينة من عدة محاور، مستخدمة العشرات من الآليات العسكرية والجرافات، ومدعومة بطائرات مسيرة ووحدات خاصة.
*استشهاد 3 بينهم طفل*
وفي حادثة منفصلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين مساء الثلاثاء، بينهم طفل في الثانية عشرة من عمره يُدعى رامي حمدان الحلحولي، الذي استشهد قرب حاجز شعفاط بالقدس، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي عليه بشكل مباشر، وكان رامي يلعب مع أصدقائه، مطلقًا الألعاب النارية احتفالاً بشهر رمضان، عندما وقع الحادث المأساوي الذي أنهى حياته.
*جرائم ليلًا ونهارًا*
من جانبه، يقول أحمد إبراهيم، أحد سكان جنين: إن الجرائم الإسرائيلية ترتكب ليلًا و نهارًا في الضفة الغربية بأكملها، ولكن لبشاعة ما يحدث في غزة من انتهاكات وقتل وتجويع لا يسلط الضوء بالشكل الكافي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وتابع في حديثه لـ"العرب مباشر": الفرق بيننا وبين غزة فقط القصف الجوي، ولكن القتل وهدم المنازل والتهجير يستمر بلا رادع، مضيفًا أن سلسلة الجرائم الإسرائيلية تطال الإنسان والحجر على حد سواء ولا ترحم أحد.
*الجميع في مرمى النيران*
في السياق ذاته، يقول خالد منصور، أحد سكان طولكرم: نحن هنا نشهد الوجه الآخر للجرائم والمعاناة، حيث تتجلى القسوة في صور متعددة.
وأضاف لـ"العرب مباشر": حياتنا عبارة عن حواجز عسكرية تقطع أوصال الحياة، مضيفًا، وذلك بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية التي تخطف الشباب من بين أهلهم. الاحتلال لا يفرق بين طفل وشيخ، ولا بين امرأة ورجل، فالجميع في مرمى نيرانه.
واختتم: الحياة هنا تحت الاحتلال تعني العيش في حالة تأهب دائم، والخوف من أن يكون اسمك التالي في قائمة الشهداء أو المعتقلين.