محلل سياسي : غياب الإرادة السياسية يفاقم الكارثة الإنسانية في السودان
محلل سياسي : غياب الإرادة السياسية يفاقم الكارثة الإنسانية في السودان

تواصل الأزمة الإنسانية في السودان تفاقمها بشكل مقلق، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ ما أدى إلى تدهور أوضاع المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
ووفقًا لتقارير منظمات الإغاثة الدولية، يواجه أكثر من 25 مليون شخص احتياجات إنسانية ملحة، بينهم نحو 8 ملايين نازح فرّوا من مناطق النزاع، في واحدة من أكبر موجات النزوح في العالم حالياً.
وتشهد مناطق مثل دارفور وكردفان والخرطوم نقصًا حادًا في المواد الغذائية والأدوية، وسط انهيار الخدمات الصحية وتعطل سلاسل الإمداد، في حين تُتهم الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك القتل العشوائي والاغتصاب والنهب.
في الوقت نفسه، تعاني جهود الإغاثة من تحديات أمنية ولوجستية كبيرة، مع تقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، حذرت من مجاعة وشيكة في عدد من الولايات السودانية إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية آمنة وضمان وصول المساعدات فورًا.
ويأتي ذلك في ظل غياب أي أفق سياسي واضح لإنهاء الصراع، ما يزيد من قلق المجتمع الدولي إزاء مستقبل السودان واستقرار المنطقة بأكملها.
وحذر المحلل السياسي السوداني الدكتور أحمد الحاج من أن استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع دون أفق سياسي للحل، يؤدي إلى تعقيد المشهد الإنساني في السودان بشكل غير مسبوق، ويهدد بانهيار شامل للدولة ومؤسساتها.
وقال الحاج، في تصريح خاص للعرب مباشر: إن ما يجري حاليًا هو نتيجة مباشرة لغياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتصارعة، مؤكدًا أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب التي طالت دون أي تقدم في مسار المفاوضات.
وأشار، أن الأزمة الإنسانية لم تعد مجرد أزمة نقص غذاء أو دواء، بل تحولت إلى أزمة وجودية تهدد التركيبة الاجتماعية والبنية الوطنية، في ظل نزوح جماعي وصراعات قبلية متزايدة في بعض المناطق.
وأضاف: أن المجتمع الدولي يتحمل جزءًا من المسؤولية بسبب تباطؤه في التدخل الفاعل لوقف إطلاق النار وفرض آلية ضغط على الأطراف المتنازعة، مشددًا على أن أي حل إنساني يجب أن يكون مرتبطًا بحل سياسي شامل ينهي حالة الفوضى.
وختم الحاج تصريحه بالقول: "إن السودان اليوم أمام مفترق طرق، وإذا لم يتم احتواء هذا الصراع سريعًا، فإن البلاد قد تنزلق إلى مرحلة يصعب التعافي منها لعقود".