صواريخ بعيدة المدى على أبواب إسرائيل.. إيران تُحصّن ميليشياتها في العراق
صواريخ بعيدة المدى على أبواب إسرائيل.. إيران تُحصّن ميليشياتها في العراق

كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية -في تقرير لها-، أن إيران قامت للمرة الأولى بنقل صواريخ بعيدة المدى إلى الميليشيات العراقية الموالية لها، في خطوة اعتبرتها مصادر استخباراتية إقليمية تطورًا مقلقًا في ميزان القوى الإقليمي، وتحديدًا في ظل استمرار التوترات في الشرق الأوسط واندلاع المواجهات المسلحة في أكثر من جبهة.
وبحسب التقرير، فإن هذه الصواريخ تم تسليمها الأسبوع الماضي عبر سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، وتم تهريب نوعين إضافيين من الصواريخ قصيرة المدى إلى داخل الأراضي العراقية، هما صاروخ "قدس 351" المجنح، وصاروخ "جمل 69" الباليستي، وكلاهما معروف بقدرتهما على تنفيذ ضربات دقيقة عبر مسافات متوسطة.
توقف مفاجئ للهجمات ضد إسرائيل
وفي الوقت الذي شهدت فيه الجبهات في لبنان وغزة تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق ضد إسرائيل، شاركت الميليشيات العراقية الموالية لإيران، والتي تنشط تحت مظلة "الحشد الشعبي"، في الهجمات على إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة. إلا أن هذه الهجمات توقفت بشكل مفاجئ حتى قبل دخول اتفاقات وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان.
ويرى محللون، أن توقف الهجمات تزامن مع تحركات إيرانية استراتيجية لنقل قدرات نوعية إلى داخل العراق، ما يثير تساؤلات حول نوايا إيران المستقبلية في استخدام الأراضي العراقية كمنصة هجومية محتملة في أي صراع إقليمي قادم.
مفاوضات نووية
تأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المفاوضات المباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي ستبدأ يوم السبت، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد يحد من قدرات طهران النووية.
وحذّر ترامب من أن إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ملمحًا إلى إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري.
ومن جهتها، نفت إيران أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وأكدت أن سلطنة عمان ستلعب دور الوسيط بين الطرفين في حال تم الاتفاق على إطار تفاوضي.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد يتوجه إلى طهران إذا تلقى دعوة رسمية بذلك، ما يشير إلى أن واشنطن لا تزال تراهن على الحلول الدبلوماسية رغم تصاعد التوترات.
رفض عراقي
وفي تطور لافت آخر، نفى قائد في ميليشيا "حركة النجباء" العراقية المدعومة من إيران، ما أوردته وكالة "رويترز" حول موافقة الميليشيات الشيعية في العراق على نزع سلاحها تحت ضغط أميركي وخوفًا من تصعيد محتمل مع القوات الأميركية المتواجدة في البلاد.
ووفقًا لـ"رويترز"، فإن الحكومة العراقية تدرس إمكانية دمج هذه الميليشيات ضمن الجيش الوطني، في خطوة قد تعيد رسم هيكل القوة الأمنية داخل البلاد، وتحد من النفوذ الإيراني غير الرسمي فيها.
وفي تصريحات نقلتها الوكالة، قال عزت الشابندر، وهو سياسي شيعي بارز ومقرّب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: إن الحوار بين رئيس الحكومة وزعماء الفصائل المسلحة وصل إلى مرحلة "متقدمة جدًا"، وإن تلك الميليشيات بدأت تُبدي انفتاحًا تجاه مطالب واشنطن، في مؤشر على إمكانية حدوث تغير جذري في معادلة العلاقة بين بغداد والفصائل المسلحة.
خريطة متغيرة ومخاطر متزايدة
تكشف هذه المعطيات عن واقع معقد في العراق، حيث تسعى إيران إلى ترسيخ وجود عسكري غير تقليدي من خلال وكلائها، في حين تحاول الولايات المتحدة كبح هذا التمدد عبر ضغوط سياسية واقتصادية.
وتُضاف إلى ذلك المبادرات الدبلوماسية المتعثرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما يضع المنطقة على حافة مرحلة جديدة من التصعيد قد تتجاوز ساحات الصراع التقليدية.