السعودية تعتمد ساعات ذكية لمراقبة الحالة الصحية للحجاج
السعودية تعتمد ساعات ذكية لمراقبة الحالة الصحية للحجاج

في خطوة تعكس تطور الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، شرعت المملكة العربية السعودية في استخدام تقنيات رقمية متقدمة، لمراقبة الحالة الصحية للحجاج عن بعد، وذلك ضمن برنامج صحي شامل يعتمد على الساعات الذكية في رصد المؤشرات الحيوية لحجاج بيت الله الحرام، وتقديم الرعاية الطبية الدقيقة لهم خلال موسم الحج.
رعاية رقمية متقدمة للحجاج
وقد أعلن تجمع مكة المكرمة الصحي، أن مركز الصحة الافتراضي بدأ باستخدام ساعات ذكية متطورة لمتابعة حالات مرضى القلب والحالات الطبية الخاصة، ضمن منظومة طبية رقمية تشرف عليها كوادر مختصة على مدار الساعة.
تعتمد التقنية على أجهزة يمكن ارتداؤها بسهولة، وتشبه إلى حد كبير الساعات الذكية التقليدية، لكنها تحتوي على حساسات طبية دقيقة تقوم بقياس نبض القلب، وتخطيط القلب، ومتابعة مستويات تشبع الأوكسجين في الدم، إلى جانب مراقبة ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم.
خصوصية الحاج وراحته النفسية
وبحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن هذه المبادرة تراعي الخصوصية التامة للحاج، إذ إن الساعة الذكية لا تلفت الانتباه ولا توحي بأنه تحت المتابعة الطبية، ما يمنحه شعورًا بالطمأنينة ويقلل من التوتر أو الإحراج الاجتماعي.
الهدف من ذلك، كما تشير الجهات الصحية، هو خلق بيئة علاجية مريحة نفسيًا، بالتوازي مع تقديم الرعاية الطبية المتقدمة.
تكامل بين الرعاية التخصصية والتقنية الذكية
البرنامج الصحي المعتمد يعكس التوجه السعودي نحو التحول الرقمي في المجال الطبي، حيث أوضحت مدينة الملك عبدالله الطبية في مكة المكرمة أن الساعات الذكية تدخل ضمن خدمات مركز الصحة الافتراضي، وهي مخصصة لمتابعة المرضى المسجلين ضمن برامج المدينة الصحية، خاصة أولئك الذين يتلقون العلاج لحالات مزمنة أو يحتاجون إلى مراقبة صحية دقيقة أثناء أداء المناسك.
وتسهم هذه الخطوة في تقليص عدد الحالات التي تتطلب تدخلا طارئا، عبر الرصد المبكر لأي مؤشرات غير طبيعية، مع القدرة على إرسال إشعارات فورية للفِرق الطبية حال وجود أي خطر محتمل.
استجابة أسرع وجودة أعلى
تؤكد الجهات الصحية، أن البرنامج الرقمي يعزز سرعة الاستجابة في الحالات الطبية الطارئة، ويتيح متابعة الحالات الصحية بدقة، دون الحاجة لنقل الحاج إلى المستشفى إلا عند الضرورة.
ويُتوقع أن يسهم هذا النظام في رفع كفاءة الخدمات الطبية خلال موسم الحج، وتقديم نموذج يحتذى به في الرعاية الصحية المخصصة للأعداد الكبيرة من الحجاج.
من اللقاح إلى الساعة الذكية.. رحلة صحية متكاملة
وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع تشمل ضمان السلامة الصحية للحجاج من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم، بدءًا من التأكد من تلقيهم اللقاحات اللازمة، ومرورًا بتوزيع الكمامات والتوعية الوقائية، وصولا إلى التقنيات الذكية القادرة على إنقاذ الأرواح وتخفيف الأعباء الطبية.
السعودية، عبر هذه الإجراءات، تبرهن على التزامها بتأمين حج آمن، صحي، ومواكب لأحدث ما وصلت إليه التقنيات الطبية في العالم.