ذروة الحر تلاحق الحجاج.. السعودية تستنفر لمواجهة الإجهاد الحراري مع تسجيل أولى الإصابات

ذروة الحر تلاحق الحجاج.. السعودية تستنفر لمواجهة الإجهاد الحراري مع تسجيل أولى الإصابات

ذروة الحر تلاحق الحجاج.. السعودية تستنفر لمواجهة الإجهاد الحراري مع تسجيل أولى الإصابات
حج بيت الله الحرام

بدأ موسم الحج هذا العام بإشارات مبكرة على التحديات المناخية، بعد أن أعلنت وزارة الصحة السعودية عن تسجيل خمس حالات إصابة بإجهاد حراري بين الحجاج، نتيجة الارتفاع الحاد في درجات الحرارة التي تشهدها المشاعر المقدسة. 

وزارة الصحة السعودية، أكدت أن جميع الحالات تلقت الرعاية الطبية العاجلة، وأن الوضع الصحي للمصابين مستقر وتحت المتابعة.

وتسجيل هذه الحالات، وإن كانت محدودة حتى الآن، رفع من وتيرة الاستعداد الصحي، مع تحذيرات من إمكانية تصاعد الإصابات في الأيام القادمة، بالتزامن مع ذروة أداء الشعائر والتنقلات بين منى وعرفات ومزدلفة، وسط حرارة قاربت الخمسين درجة مئوية.

خطط استباقية وفرق طوارئ

وزارة الصحة السعودية أوضحت - في بيان رسمي-، أن الفرق الميدانية، من إسعاف وعيادات متنقلة ومراكز طوارئ، تعمل على مدار الساعة بقدرة استيعابية عالية، ضمن خطة صحية طارئة وضعتها الحكومة لموسم 1445هـ، وتهدف إلى حماية ضيوف الرحمن من المخاطر الصحية المحتملة، وفي مقدمتها ضربات الشمس والإجهاد الحراري.

واستخدمت الفرق بروتوكولات تبريد سريعة ومتقدمة شملت نقلاً فوريًا للمصابين، توفير تغذية طبية وسوائل تعويضية، وإجراء متابعة دقيقة للحالة الحيوية للمصابين، في خطوة تعكس تطور البنية الصحية وتكامل جاهزيتها الميدانية.

توعية متعددة اللغات وتحذيرات ميدانية

الوزارة لم تكتف بالجاهزية الطبية، بل أطلقت حملة وطنية موسعة للتوعية، موجهة إلى الحجاج بمختلف لغاتهم وثقافاتهم، تتضمن إرشادات الوقاية من الإجهاد الحراري، والتأكيد على استخدام المظلات، تجنب الشمس وقت الظهيرة، شرب كميات كافية من الماء بانتظام، وطلب الإسعاف عند أول إشارات الإجهاد.

وتم توزيع منشورات مطبوعة ورقمية، كما نشرت الوزارة فرق تطوعية لتوعية الحجاج ميدانيًا، لا سيما في مناطق التجمع الكثيفة، مثل محطات قطار المشاعر والمخيمات الكبرى في منى.

حرارة قياسية وتجربة صحية ناجحة

رغم أن درجات الحرارة هذا العام سجّلت أرقامًا قياسية وصلت إلى 47 درجة مئوية في بعض المناطق، إلا أن التجربة الصحية للموسم حتى الآن تصنف ناجحة وفق تقارير أولية، بفضل الخطط الاستباقية التي فعّلتها المملكة، والتي شملت توسيع المستشفيات الميدانية، وزيادة نقاط التبريد، وتوزيع المياه المبردة والرذاذ المائي.

وتؤكد الإحصاءات الرسمية، أن موسم حج 2024 شهد أكثر من 2700 حالة إجهاد حراري، أغلبها لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، دون تسجيل وفيات مباشرة ناجمة عن الحرارة، ما يُعد إنجازاً في ظل الظروف المناخية القاسية.

المملكة العربية السعودية، عبر مختلف أجهزتها، وعلى رأسها وزارة الصحة، تجدد التزامها الكامل بتوفير رعاية شاملة وآمنة لضيوف الرحمن، وفق أعلى المعايير الدولية. 

كذلك تؤكد أن العمل مستمر دون توقف حتى انتهاء المناسك، في سبيل ضمان موسم حج آمن، ناجح، وإنساني من كل النواحي.