محلل سوداني: استمرار الصراع يهدد بانهيار الدولة ومزيد من التفكك المجتمعي
محلل سوداني: استمرار الصراع يهدد بانهيار الدولة ومزيد من التفكك المجتمعي

يشهد السودان تطورات ميدانية متسارعة، مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الولايات، أبرزها العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية من تدهور الوضع الإنساني وغياب أفق للحل السياسي.
وتجددت المعارك خلال الساعات الماضية في مناطق متفرقة من العاصمة، خاصة حول محيط القيادة العامة ومناطق شرق النيل، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة، فيما أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، نتيجة القصف المتبادل بين الطرفين.
وفي دارفور، تزايدت حدة المواجهات، خصوصًا في مدينتي الجنينة والفاشر، ما دفع آلاف السكان للنزوح إلى المناطق الحدودية مع تشاد.
وأعلنت منظمات إغاثة دولية تعليق بعض أنشطتها بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول إلى المتضررين، في وقت حذّرت فيه الأمم المتحدة من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" قد تطال ملايين السودانيين.
سياسيًا، تتواصل الضغوط الدولية والإقليمية لدفع الأطراف المتحاربة نحو التفاوض، في ظل تعثر جهود الوساطة ، وتُبدي العديد من القوى المدنية مخاوفها من أن تؤدي هذه الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 إلى تفكك الدولة بشكل كامل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم.
في تعليق على تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في السودان، قال المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبد الله: إن استمرار المواجهات بين الجيش والدعم السريع ينذر بـ"انهيار شامل لمؤسسات الدولة" ويدفع البلاد نحو "مزيد من التفكك المجتمعي والنزوح الجماعي".
وأشار عبد الله -في تصريحات خاصة للعرب مباشر - أن "غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الطرفين، وافتقاد مسار تفاوضي جاد، يزيد من تعقيد الأزمة"، مؤكدًا أن "الحل العسكري وحده لن يُفضي إلى استقرار، بل سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتحويله إلى حرب أهلية مفتوحة".
وأوضح أن التدخلات الإقليمية والدولية حتى الآن "غير فاعلة"، ودعا إلى "إشراك قوى المجتمع المدني والفاعلين المحليين في أي عملية سياسية قادمة"، محذرًا من أن "تجاهل البعد الاجتماعي والثقافي للصراع سيُفضي إلى نتائج كارثية على المدى البعيد".
وأكد عبد الله، أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الداخل، وخصوصًا في الخرطوم ودارفور، تتطلب "تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي لفرض ممرات آمنة للمساعدات وضمان حماية المدنيين"، مشددًا على أن "الزمن ليس في صالح السودان، وكل يوم تأخير يُضاعف من معاناة الشعب ويقضي على فرص الحل السلمي".