كيف يسعى الجمهوريون للاستفادة من انهيار شعبية الديمقراطيين بين العرب؟
يسعى الجمهوريون للاستفادة من انهيار شعبية الديمقراطيين بين العرب
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي، أشار الناخبون الأميركيون المسلمون والعرب في الولايات المتأرجحة الرئيسية إلى أنهم لن يدعموا الرئيس جو بايدن مرة أخرى أبدًا، في حين يبدو أن دعم الرئيس بين الناخبين الشباب بشكل عام قد تضرر، بل كانت هناك حركة لترك أعلى ورقة الاقتراع فارغة في عام 2024 احتجاجًا على الرئيس، الذي يرون أنه غير موفق في دعمه المطلق لإسرائيل مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في قطاع غزة.
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، فإن الجمهوريين يرون فرصة للاستفادة من الانقسامات الجديدة بين الديمقراطيين المنتخبين والناشطين اليساريين والدوائر الانتخابية الديمقراطية الأساسية، ولكن ليس من خلال توجيه نداءات مباشرة للناخبين الذين يريدون رؤية بايدن يخفف من موقفه
قال أحد الإستراتيجيين الوطنيين في الحزب الجمهوري: إن "التحرُّكات تأتي لأنهم مختلفون حتى الآن بشأن هذه القضية، والجمهوريون، أنا لا أرى حتى كيف يمكن أن تحافظوا على موقفكم المؤيد لإسرائيل بينما تحاولون جذب الناخبين الرافضين لهذا النهج من الأساس، يمكننا أن نفعل كل ما في وسعنا لإلقاء بعض الغاز على النيران، لكن إذا كانت مشكلتهم مع بايدن هي أنهم يعتقدون أنه مقرب للغاية من إسرائيل، فلا أرى كيف يمكن للجمهوريين أن يدخلوا على الخط ويستغلوا هذه الأزمة".
وتابعت الشبكة أن بايدن والعديد من الديمقراطيين يسيرون على حبل مشدود بشأن إسرائيل، حيث رفضوا الدعوات لوقف إطلاق النار وأعربوا عن دعمهم للرد الإسرائيلي، بينما ضغطوا من أجل الحصول على مساعدات إنسانية إضافية لقطاع غزة ووقف مؤقت للقتال، ومن ناحية أخرى، شدد الجمهوريون على دعمهم المطلق لإسرائيل وأدانوا الدعوات لضبط النفس.
وأضافت أنه رغم التحذير من أنه لا يزال هناك متسع من الوقت قبل الانتخابات الرئاسية، يرى الجمهوريون أن هذه القضية يمكن أن تفيدهم على المدى القريب والبعيد، حيث قال العديد من الجمهوريين إنهم يأملون في أن يكونوا قادرين على استهداف الناخبين اليهود المعتدلين الذين دعموا تقليديًا الديمقراطيين ولكنهم ربما يشعرون الآن بالفزع من الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، وبالفعل، يقوم الجمهوريون باستهداف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الضعفاء بشأن إسرائيل.
وكما قال إستراتيجي جمهوري وطني ثانٍ، فإن الحزب يرى مجالًا لاستهداف الناخبين الأميركيين المسلمين الذين يحملون آراء أكثر تحفظًا اجتماعيًا وهم مستاؤون من طريقة تعامل بايدن مع الحرب.
مخططات الجمهوريين
وأكدت الشبكة الأميركية، أنه قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، كان الأميركيون المسلمون يدعمون الجمهوريين بأعداد أكبر، ولكن وفي الآونة الأخيرة، واجه الرئيس السابق دونالد ترامب ردود فعل سلبية كبيرة بسبب فرض حظر سفر مترامي الأطراف منع مواطني العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة من دخول البلاد، وهي القيود التي تعهد بتوسيعها في فترة ولايته الثانية.
وقال مصدر مطلع في الحزب الجمهوري: "هناك زاوية متاحة لنا لتحقيق تقدم مع الناخبين اليهود الساخطين مما يرونه"، مضيفًا: "ثم هناك أيضًا فرصة مع الناخبين المسلمين إلى حد ما، ليس فيما يتعلق بقضية إسرائيل، لكن هناك فرصة في بعض هذه القضايا الاجتماعية حيث يكونون محافظين اجتماعيًا".
وقد ردد هذا الشخص صدى الجمهوريين الآخرين الذين تحدثوا مع شبكة "إن بي سي نيوز" في قولهم إنهم يرون خطرًا أكبر بكثير في وضع أي مسافة بين الحزب وإسرائيل من أي فوائد انتخابية محتملة يمكن أن يجنوها.
انهيار شعبية بايدن
وأكدت الشبكة الأميركية أن آخِر استطلاع رأي تم إجراؤه، كشف أن دعم بايدن المطلق لإسرائيل واجه استهجان واسع النطاق بين الفئات الأميركية، حيث عارضها 56% من الناخبين، وينظر الناخبون في كلا المعسكرين إلى رد بايدن بشكل انتقادي، حيث لا يوافق 51% من الناخبين الذين يعتقدون أن الرد الإسرائيلي مبرر على طريقة تعامل بايدن مع الحرب، في حين أن 66% من الناخبين الذين يعتقدون أن رد إسرائيل غير مبرر لا يوافقون على تصرفات بايدن.
ويقول أغلبية الديمقراطيين (51%) والناخبين الذين يقولون إنهم سيدلون بأصواتهم لبايدن في الخريف المقبل (57%) إنهم يوافقون على طريقة تعامله مع الحرب، ما يعني أن الدعم الشعبي له ينخفض بشكل كبير في التركيبة السكانية الأخرى، حيث وافق 31% فقط من المستقلين، و22% من الجمهوريين، و20% من الناخبين تحت سن 34 عامًا على طريقة تعامله مع الحرب. ومن بين هذه المجموعات الأخيرة، يعتقد عدد كبير من المستقلين، 47%، ومعظم الجمهوريين، 68%، أن رد فعل إسرائيل له ما يبرره. ومن بين هؤلاء الناخبين الشباب، يعتقد 31% فقط أن الاستجابة كانت مبررة.
الشرق الأوسط يتخلى عن أوكرانيا
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الصراع بين حماس وإسرائيل في الشرق الأوسط أثبت أن الأمور باتت أصعب لأوكرانيا من ثلاث نواحٍ؛ أولاً كانت الحرب في الشرق الأوسط تعني أنه ربما للمرة الأولى منذ فبراير 2022، لم تكن أوكرانيا قضية السياسة الخارجية الرئيسية في أذهان معظم القادة الغربيين لفترة طويلة من الزمن، ثانيًا، يعني ذلك انخفاضًا في إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا، وفقًا لزيلينسكي، مما أدى إلى تفاقُم مشكلة حاسمة بالفعل بالنسبة للجيش الأوكراني.
وأخيراً، هناك التداعيات الناجمة عن قرار زيلينسكي بالوقوف وراء موقف أميركا المتشدد المؤيد لإسرائيل بشأن الصراع في غزة، حيث فقدت أوكرانيا معظم دعمها الدولي وخصوصًا في الشرق الأوسط الذي أصبح غير مبال لما يحدث في أوكرانيا، والتي كانت من أكثر المناطق الداعمة لهم، حيث توقفت معظم دول الشرق الأوسط عن دعم أوكرانيا بسبب دعمها المطلق لإسرائيل.
واعترف مصدر حكومي في أوكرانيا بوجود فتور في العلاقات مع العديد من الدول العربية، وأضاف: "لقد جعل ذلك من الصعب تشكيل تحالف أوسع لدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا".