فوز ترامب يعمّق الغموض.. هل يغير مسار الحرب في غزة؟
فوز ترامب يعمّق الغموض.. هل يغير مسار الحرب في غزة؟
عمق فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية حالة الغموض التي تحيط بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بعد فشل محاولات الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي اصطدمت بشروط لا يمكن التوفيق بينها بين إسرائيل وحماس، وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ترقب الانتخابات
وتابعت الصحيفة، أنه على مدار أشهر، اتبع القادة في المنطقة - في إسرائيل ولبنان وغزة وقطر - نهج الانتظار والترقب بخصوص الانتخابات الأمريكية.
وما يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك، لكن أي تقدم حاسم نحو وقف إطلاق النار، إن تحقق أصلاً، من المرجح أن يتأجل إلى ما بعد تنصيب ترامب في يناير، وفقاً لما ذكره محللون.
وقال مايكل ستيفنز، خبير الشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "كان الانطباع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية لاتخاذ خطوة. لماذا يعطي بايدن شيئًا الآن؟".
منذ بداية الحرب، لقي أكثر من 42 ألف شخص في غزة حتفهم، بينهم آلاف من النساء والأطفال، حسبما أفادت مصادر طبية فلسطينية، وقد اندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس في أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في إسرائيل، واحتجاز 250 آخرين.
كانت إدارة بايدن قد دعت الطرفين إلى تقليص الفجوات المتبقية بينهما والاتفاق على هدنة من ثلاث مراحل.
وتتضمن الخطة أن تنهي إسرائيل الحرب ضد حماس، وتنسحب من غزة، وتفرج عن الأسرى الفلسطينيين، في حين تقوم حماس بالإفراج عن 101 رهينة ما يزالون محتجزين، إلا أن حماس رفضت مقترحات الهدنة القصيرة، مطالبة بإنهاء الحرب كشرط للموافقة على أي اتفاق.
رحب نتنياهو بفوز ترامب الذي كان داعمًا قويًا لإسرائيل في فترته الرئاسية الأولى. وكان من أوائل الذين هنأوه بالفوز، وتحدث معه مساء الأربعاء. واتفق الطرفان على "التعاون من أجل أمن إسرائيل"، وفقًا لبيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
غموض الموقف
وأكدت الصحيفة، أن كيفية إعادة ترتيب الأمور بعد انتخاب ترامب ما تزال غير واضحة. فقد أبدى ترامب دعمًا واسعًا لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
في الوقت نفسه، دعا ترامب إسرائيل إلى "إنهاء" الحملة العسكرية، وهو موقف يتعارض مع العديد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية المتشددة الذين يدعمون السيطرة الإسرائيلية الدائمة على غزة.
وقال ترامب في خطاب النصر الذي ألقاه يوم الثلاثاء: "لن أبدأ حربًا، سأوقف الحروب".
حتى حركة حماس، الجهة المسلحة الفلسطينية، بدت متحفظة بشأن ما قد يفعله ترامب حال وصوله إلى السلطة، وقالت حماس في بيان يوم الأربعاء: "موقفنا من الإدارة الأمريكية الجديدة سيعتمد على مواقفها وسياساتها العملية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية".
لكن فوز ترامب في الانتخابات بدا أنه قد خفف فورًا من الضغط على نتنياهو - على الأقل في الوقت الراهن - للتوصل إلى هدنة في غزة وفقًا للشروط التي دعمتها إدارة بايدن والوسطاء الإقليميين.
لقد قاوم نتنياهو لشهور محاولات من مسؤولي إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق على الهدنة المقترحة، رافضًا الالتزام الواضح بإنهاء الحرب بشكل دائم، ومؤكدًا على ضرورة استمرار السيطرة الإسرائيلية على حدود غزة مع مصر. وهو ما رفضته حماس.
ومع كون بايدن الآن رئيسًا "منتهية ولايته"، فمن المرجح أن تفقد تلك المحاولات قوتها، وفقًا لما ذكره ستيفنز.
وقال: "لا أرى كيف يمكن للإدارة الأمريكية بقيادة بايدن أن تمتلك النفوذ اللازم لإجبار الأطراف على التوصل إلى اتفاق، ولست متأكدًا من أن الإسرائيليين - أو على الأقل نتنياهو - مهتمون حقًا بالمضي قدمًا في هذا الموضوع".