محلل تونسي: الجماعة الإرهابية تسعى للعودة إلى المشهد من خلال بديل لحركة النهضة
أكد محلل تونسي أن الجماعة الإرهابية تسعى للعودة إلى المشهد من خلال بديل لحركة النهضة
لا تزال جماعة الإخوان في تونس تواصل مناوراتها من أجل التواجد في الساحة السياسية، والتي قد توقفت بانتهاء حركة النهضة التي خسرت وجودها البرلماني وامتدادها السياسي، وخاصة حضورها الشعبي، بعد فتح ملفاتها التي أوصدت كل الأبواب المؤدية إليها خلال فترة حكمها، بإيقاف أغلب قياداتها المتورّطة في قضايا إرهابية واغتيالات سياسية وفساد مالي.
حزب جديد
وكشفت تقارير أنه وجدت بعض العناصر الإخوانية في الانضمام إلى حزب (العمل والإنجاز)، الذي أسسه قبل عام القيادي المنشق عن حركة النهضة الإخوانية عبد اللطيف المكي، والذي يعرّف نفسه بأنّه حزب وطني محافظ اجتماعي ديمقراطي، وجدت باباً للعودة إلى المشهد السياسي بثوب جديد، فيما يضم الحزب وجوهاً مستقيلة من حركة النهضة، على غرار زبير الشهودي ومحمد بن سالم ومعز بلحاج رحومة إضافة إلى ريم التومي.
مناورة إخوانية جديدة
هذا الحزب أحد أبرز مكونات جبهة الخلاص الوطني المعارضة للرئيس قيس سعيّد، وبعد مشاركته في أغلب التحركات الاحتجاجية الداعية إلى إسقاط النظام، وعدم الاعتراف بالدستور الجديد وبنتائج الانتخابات البرلمانية، دعا مؤخراً إلى الحوار مع السلطة في مناورة جديدة من أجل التموقع من جديد.
وقال المكّي في تصريحات صحفية: إنّ حزبه مستعد للحوار بخصوص الوضع الاقتصادي الدقيق للبلاد، لكنّه لن يشارك في انتخابات المجالس المحلية المقرّرة في (ديسمبر) المقبل.
مخطط العودة
يقول الدكتور أسامة عويدات المحلل السياسي التونسي والقيادي بحركة الشعب التونسية: إن هذا الحزب مناورة جديدة بعد فتح الملفات والقضايا التي يتورط فيها قيادات الإخوان، ومحاولة غطاء جديدة لتواجد الجماعة الإرهابية وعناصرها في المشهد السياسي مرة أخرى، لافتا أن هذا بمثابة البحث عن بديل في المرحلة المقبلة، لأنّ إخوان تونس يعتقدون أنّهم سيعودون إلى الحكم، وأنّ حزب النهضة انتهى، ولا بدّ من بديل جديد، خاصة مع اقتراب تصنيفه حزباً إرهابياً، وحلّه نهائياً.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن قيادات حركة النهضة الإخوانية في تونس زعموا أنّهم قطعوا علاقاتهم مع الإخوان، لكنّ كافة المواقف تؤكد أنّهم ما زالوا مرتبطين بأجندة التنظيم، وينفذون أفكار الجماعة، لافتا أن التنظيم الإخواني الدولي يصدر تعليمات بضرورة إقصاء بعض الرموز الذين فقدوا شعبيتهم، ويكلفهم بدور آخر بديل، ويرتدي منهم أحياناً ثوب المعارض لإظهار أنّ جماعة الإخوان تقبل الرأي الآخر، حتى من داخلها، ولكن في الحقيقة يكون هذا القيادي مكلفاً بدور آخر مستتر.