جهود مصرية لحل الأزمة السودانية.. خبراء: وقف الحرب يجب أن يسبق أي حل سياسي
جهود مصرية لحل الأزمة السودانية.. خبراء: وقف الحرب يجب أن يسبق أي حل سياسي
في لحظة تاريخية تتطلب تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وفدًا سودانيًا مشاركًا في مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، الذي تنظمه مصر.
هذا اللقاء الهام شهد حضور وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من دول الإمارات وقطر وجنوب السودان وألمانيا وتشاد، وكذلك ممثلي الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وسفراء فرنسا والمملكة المتحدة والنرويج والاتحاد الأوروبي والسعودية.
*معًا لوقف الحرب*
في بداية اللقاء، عبر الرئيس السيسي عن تقديره لاستجابة المشاركين للدعوة المصرية لعقد المؤتمر تحت شعار "معًا لوقف الحرب"، أكد الرئيس على أهمية هذه اللحظة الحاسمة في تاريخ السودان، التي تتطلب من الجميع العمل بجدية لتهيئة المناخ المناسب لوقف الحرب وتوحيد الرؤى السودانية نحو حل سياسي شامل.
أوضح الرئيس السيسي، أن مصر لن تدخر أي جهد في سبيل رأب الصدع بين الأطراف السودانية المتنازعة، وضمان عودة الأمن والاستقرار للسودان. وأكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وإنهاء الأزمة المعقدة التي تمر بها البلاد، مع الحفاظ على مقدرات الشعب السوداني وضمان أمنه وسلامته.
أشار الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي لمواجهة تداعيات الأزمة السودانية. وأكد أن مصر تستمر في إرسال المساعدات الإنسانية للسودان، وتستضيف ملايين السودانيين على أراضيها، مما يعكس العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
*التزام بالتنسيق والتعاون*
على الصعيد السياسي، شدد الرئيس على ضرورة أن تشمل العملية السياسية جميع الأطراف السودانية، وأن تكون مبنية على احترام سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه. وأكد أن مصر ملتزمة بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق حل شامل للأزمة السودانية.
من جانبهم، عبر المتحدثون من رموز القوى السياسية والمدنية السودانية عن تقديرهم الكبير للجهود المصرية الداعمة للسودان منذ بدء الأزمة. وأشادوا بمساعي القيادة المصرية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية للخروج من الأزمة الحالية، وأعربوا عن شكرهم لمصر على دعمها المستمر للسودان، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو استضافة السودانيين في مصر.
يعكس هذا اللقاء ونتائجه العميقة العلاقات المتينة بين مصر والسودان، والتزام مصر بدورها الريادي في دعم استقرار وأمن المنطقة. إن جهود مصر المستمرة في هذا السياق تمثل نموذجًا للتعاون والتضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة.
*جهود مصرية*
من جانبه، يقول د. عادل حمدان المحلل السياسي السوداني: إن المبادرة المصرية لعقد مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية تأتي في توقيت حساس للغاية، مشددًا على إن الحضور الرفيع المستوى والمشاركة الدولية والإقليمية تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها مصر للأزمة السودانية.
وأضاف حمدان في حديثه لـ"العرب مباشر"، مصر لطالما كانت داعمًا قويًا للسودان، وما تقوم به الآن من جهود دبلوماسية وإنسانية يعد استمرارًا لهذا الدور الريادي، نتمنى أن تثمر هذه الجهود في تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وتابع المحلل السياسي السوداني، الجهود الآن يجب أن تركز على إيقاف الحرب وليس الحديث عن العملية السياسية والبحث عن مسارات ديمقراطية فالشعب السوداني مشرد بالخارج ويعاني في الداخل لذلك يجب أن تكون الجهود كافة مركزة على وقف إطلاق النار والعودة إلى مرحلة ما قبل الحرب.