محللون: صفقة التبادل بداية مرحلة جديدة بعد حرب مدمرة في غزة
محللون: صفقة التبادل بداية مرحلة جديدة بعد حرب مدمرة في غزة

أنهت صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل فصلاً داميًا من الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة، بعد وساطات إقليمية ودولية قادتها القاهرة وواشنطن والدوحة، أسفرت عن وقف شامل لإطلاق النار، وإفراج متبادل عن الأسرى، وسط ترحيب دولي واسع واعتبار العملية بداية لمرحلة جديدة في المنطقة.
وسلمت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صباح الإثنين، 20 أسيرًا إسرائيليٍا كانوا محتجزين لديها منذ أكتوبر 2023، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تولّت نقلهم إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي على مرحلتين، حيث جرى تسليم الدفعة الأولى من شمال غزة عند الثامنة صباحا ً، والثانية من خان يونس ومخيمات الوسطى في العاشرة صباحًا.
وقالت كتائب القسام -في بيان-: إن الاحتلال فشل في استعادة أسراه بالقوة رغم تفوقه العسكري والاستخباري، مؤكدة أن الصفقة جاءت "ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وثبات المقاومة"، وأنها التزمت بالاتفاق "حرصًا على وقف حرب الإبادة التي عانى منها المدنيون في غزة".
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلّمها الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة على دفعتين، تمهيدًا لاستكمال مراحل تنفيذ الاتفاق الذي يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الشامل.
في المقابل، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، و1718 معتقلاً من قطاع غزة، بينهم أسيرتان وثلاثة أسرى أردنيين هم: منير عبد الله مرعي، هشام أحمد كعبي، ووليد خالد منصور.
وأكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تمثل محطة تاريخية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحًا أنها أنهت حربًا مدمرة استمرت لعامين، وأعادت الأمل بإمكانية التوصل إلى تسوية شاملة تضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني.
وقال البرغوثي، في تصريحات خاصة للعرب مباشر ، إن الاتفاق الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة "لم يكن ليحدث لولا الصمود الأسطوري لأهالي غزة، وضغط الرأي العام الدولي الذي سئم من استمرار المجازر"، مشيرًا إلى أن المقاومة استطاعت فرض شروطها بعد فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها المعلنة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وأضاف: أن الإفراج عن 1718 معتقلاً فلسطينيًا بينهم محكومون بالمؤبد، مقابل إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليا، يعد تحولاً مهمًا في موازين القوة السياسية، مشددًا على أن الصفقة أثبتت أن "لغة المقاومة والتفاوض من موقع قوة هي التي تجبر الاحتلال على التراجع".
وأكد البرغوثي، أن وقف الحرب في غزة يجب أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة بناء المؤسسات السياسية على أساس المشاركة والديمقراطية، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل رفع الحصار عن القطاع وبدء عملية إعادة الإعمار الفوري بإشراف أممي وعربي.
وختم البرغوثي حديثه قائلاً: إن “الصفقة ليست مجرد تبادل للأسرى، بل هي بداية لتحول استراتيجي في المنطقة، ومرحلة جديدة قد تُعيد للقضية الفلسطينية مركزيتها في الوعي العربي والدولي”.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور هاني المصري، مدير مركز مسارات للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تمثل "منعطفًا مهما في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي"، مؤكدًا أنها أنهت حر.بًا مدمرة استمرت لعامين وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار..
وأوضح المصري -في تصريحات خاصة للعرب مباشر ، - أن الصفقة جاءت نتيجة ضغوط سياسية ودبلوماسية كثيفة قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة، بعد أن وصلت الحرب إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن الجانبين أدركا أن الاستمرار في القتال لن يحقق مكاسب إضافية لأي طرف..
وأضاف: أن إفراج حماس عن 20 أسيرًا اسرائيليا مقابل تحرير أكثر من 1700 أسير فلسطيني، بينهم أصحاب أحكام مؤبدة، يمثل انتصاراً معنوياً للمقاومة، ويعكس فشل إسرائيل في فرض إرادتها العسكرية على غزة.
وختم المصري حديثه بالتأكيد على أن "إنهاء الحرب لا يعني نهاية الصراع، لكنه يمنح الفلسطينيين فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، وفتح أفق سياسي جديد قد يؤدي إلى تسوية شاملة تضمن الحرية والكرامة لشعب فلسطين".