ما هي الدلالات والسيناريوهات المتوقعة لقمة دول الجوار للسودان في القاهرة؟
تعقد دول الجوار للسودان مؤتمرا في القاهرة
يعيش السودان أزمات متكررة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، أدت إلى تحول العاصمة الخرطوم إلى مدينة أشباح وفرار الملايين من البلاد داخلياً وخارجياً للدول المجاورة.
الحرب أثرت على المنطقة، ودارت عدة محادثات أممية بين الطرفين وكان أهمها محادثات جدة والتي كانت برعاية سعودية أميركية، وفي نهاية المطاف أعلنت فشلها.
ومؤخراً أعلنت مصر عن مؤتمر قمة دول جوار السودان، يأتي سعيا إلى تسوية الأزمة الراهنة، من خلال الاستعانة بالقوة الفاعلية إقليميا أو الدول المحيطة بالسودان.
قمة الإيجاد والخلاف
ومؤخراً عقدت اللجنة الرباعية المنبثقة من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا إيجاد، ودعت طرفي النزاع إلى إبرام اتفاق "غير مشروط" لوقف إطلاق النار، بعد فشل محاولات عدة مماثلة خلال الأشهر الماضية.
وقاطع الجيش والبرهان، هذا الاجتماع الذي استضافته أديس أبابا، مكرراً مطالبته بتنحية كينيا عن رئاسة اللجنة لاتهامها بـ"عدم الحياد" في النزاع.
قمة دول الجوار بمصر
وقبيل أيام أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن بلاده ستستضيف "قمة دول جوار السودان" في 13 يوليو الجاري،
وأكدت الرئاسة المصرية أن القمة ستسعى إلى اتخاذ خطوات لحل أزمة السودان وحقن دماء الشعب السوداني، وستستضيف مصر قمة دول جوار السودان يوم 13 يوليو الجاري.
وجاء في بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية: "في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصا من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل".
وأضاف: "تستضيف مصر في 13 يوليو 2023 مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة".
وقال رامي زهدي، الخبير في الشؤون الإفريقية: إن اجتماع دول الجوار لن يكون حول تهديد الدول للمساهمة في إحلال الأمن والسلام في المنطقة فقط والأمر أكبر من ذلك، حيث يشهد تواجد دول تواجه تهديدا مباشرا لأمن واستقرار مع تصاعد الأزمة السودانية وطول الأمد تهدد هذه الدول في أمنها واستقرارها واقتصادها ووضعها الاجتماعي خاصة أنها دول جوار المباشرة وهي سبع دول وهناك دول جوار الجوار وهم 10 دول وهناك أكثر من ١٧ دولة متأثرة بما يحدث في السودان.
وأضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن التأثر يأتي للكل وخاصة منطقة البحر الأحمر والتأثير يأتي من احتمالية تطور النزاع وخروجه خارج إطار السودان إلى هذه الدول في مواجهة مباشرة وأيضًا التهديد الأمني والانفلات الأمني نظرا لاحتمالية تحرك جماعات أو أشخاص غير مرغوب فيهم أمنيا إلى هذه الدول والأزمة الاقتصادية التي تواجهها الدول نظرا لتعطل تجارتها التي تتم من وإلى وعبر السودان، ثم تأتي القضية الثانية وهي فرار ما يقرب من ثلاثة ملايين سوداني إلى دول الجوار وبالإضافة إلى تأثر المنطقة بإمدادات الغذاء، وأن أهم أهداف القمة توجيه الجهود لمحاولة التواصل لإيجاد فرصة لإنهاء الحرب العدائية في السودان وإدارة عملية سياسية متكاملة لمساعدة السودان دون التدخل في الشأن الداخلي وفرص النجاح متواجدة نظرا لتأثر تلك الدول.