محللون يكشفون جهود إتمام صفقة جديدة لإنهاء الحرب في غزة مقابل أسرى إسرائيل
محللون يكشفون جهود إتمام صفقة جديدة لإنهاء الحرب في غزة مقابل أسرى إسرائيل
تحركات عديدة تشهدها المنطقة في الفترة الحالية، وذلك لهدنة جديدة بين الجانب الإسرائيلي وحماس، في الوقت التي تسارعت فيه حدة الأزمة بين الجانبين في الفترة الماضية، في الوقت نفسه، تكثف مصر جهودها قبيل حلول شهر رمضان المعظم، لوقف الحرب ورفع معاناة الفلسطينيين، وعقدت القيادة السياسة مشاورات مهمة مع الوزير الأمريكي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى هدنة طويلة الأمد، وبدء تطبيق الرؤية المصرية التي تحظى بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقضى بالعودة للمسار السياسي وتطبيق حل الدولتين، لإنهاء الصراع.
دور محوري
وتعول القوى الدولية على مركزية مصر و وقوفها على الحياد وعلاقاتها بالفصائل الفلسطينية، في إنهاء الحرب و وقف المجازر الإسرائيلية وحقن الدماء، والتوصل مجددًا لصيغة سياسية، توقف العمليات العسكرية وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة تفاديًا لتدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر مما هو عليه، وتضع أساس متين لاستمرار عملية تفاوضية تؤدي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية" الإخبارية.
مطالب حماس
وطالبت حركة حماس بأن تكون مصر وقطر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب الأمم المتحدة، ضامنة لتنفيذ اتفاق الهدنة في غزة، ونشرت تقارير إعلامية فلسطينية وعبرية تفاصيل رد حركة حماس على مقترح إطار اتفاق التهدئة في غزة الذي قدمته للوسطاء، اليوم الأربعاء.
من جانبها، وافقت حماس على إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على 3 مراحل، تستمر كل مرحلة 45 يومًا، وتشمل التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار، وطالبت حماس بأن يتم الانتهاء من مباحثات التهدئة التامة قبل بدء المرحلة الثانية، وضمان خروج القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع وبدء عملية الإعمار.
وعرضت حماس في المرحلة الأولى إطلاق المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى مقابل 1500 أسير، بينهم 500 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن في سجون الاحتلال، واشترطت إدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا من المساعدات والوقود إلى جميع مناطق قطاع غزة خلال المرحلة الأولى.
كما طالبت حماس في المرحلة الأولى أيضًا بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وضمان حرية الحركة بين شمال وجنوب القطاع، وفتح المعابر، وشددت حماس على ضرورة الموافقة على إدخال ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة إيواء إلى غزة خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دمرت، خلال مدة لا تتجاوز 3 سنوات.
وقف إطلاق النيران
قال المستشار طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني: إن المفاوضات الجارية الآن حول وقف إطلاق النار بغزة جعلت كل الأطراف المقاتلة تعلي سقفها، فبنيامين نتنياهو يقول: إنه لن يوقف إطلاق لنار ولن يفرج عن الأسرى.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر"، أن الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة كاملة، وإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينين، مؤكدًا أن المطلوب الحالي هو وقف إطلاق النار، وهدنة لمدة 45 يومًا، وتكثيف إدخال المساعدات لغزة ومعالجة الحالات الإنسانية.
ونوه الكاتب والمحلل السياسي، بأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة، يبدو عليه أنه يريد الوصول إلى اتفاق وهدنة وتبادل أسرى لغايات أمريكية، إضافة إلى أن أمريكا تخشى هذه الأيام من الدخول في حرب إقليمية، سواء من الضربات الأمريكية البريطانية باليمن، أو الضربات الأمريكية على العراق وسوريا.
صفقة جديدة
فيما علق الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر والمحلل السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري، على زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى المنطقة، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو تقفيل لصفقة وقف إطلاق النار في غزة، حيث أن الجزء الأهم من صفقة التهدئة في غزة قد تم وهو الاتفاق على المبادئ الأساسية.
وأوضح، أنه يتوقع وقف إطلاق النار في غزة لفترة طويلة نسبيًا، لافتًا إلى أن جولة وزير الخارجية بدأت بالسعودية ثم مصر، متوقعًا أنه يتم حاليًا التحضير للحلقة القادمة للتعامل مع الحرب، مشيًرا إلى أن هناك خطوات تكتيكية مهمة تتم حاليًا تغذي الرأي العام الإسرائيلي بشأن الحرب في غزة.