خبير سياسي: تحالف مفتي الإخوان والدبيبة قد يُؤدي إلى تصعيد الأزمة الليبية
خبير سياسي: تحالف مفتي الإخوان والدبيبة قد يُؤدي إلى تصعيد الأزمة الليبية

في تطور سياسي مُثير، كشفت مصادر سياسية ليبية عن تحالف غير مسبوق بين مفتي الديار الليبية المعزول من قبل البرلمان الليبي، وسلطات حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والذي يُثير المخاوف بشأن المستقبل السياسي والأمني في البلاد.
هذا التحالف بين مفتي الإخوان، الذي يُعد من الشخصيات البارزة في تيار الإسلام السياسي، والدبيبة الذي يُواجه تحديات سياسية كبيرة في فترة ولايته، يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التنسيق بين الطرفين. ويعزز هذا التحالف القلق لدى مراقبي الشأن الليبي الذين يرون فيه تهديدًا لاستقرار البلاد، خاصةً في ظل حالة الانقسام السياسي المستمر والصراع على السلطة بين مختلف الأطراف.
ويُعتبر هذا التحالف بمثابة تحدٍ للشرعية السياسية في البلاد، حيث إن حكومة الدبيبة لم تحظ بتأييد واسع من البرلمان الليبي الذي أقر حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا. كما أن مفتي الإخوان قد أصبح محط جدل في الأوساط السياسية بسبب آرائه التي تتسم بالتطرف والتأثير الكبير على فئات معينة في المجتمع.
ويرى المراقبون أن هذا التحالف قد يقود إلى سيناريوهات كارثية قد تشمل تصاعد الصراع السياسي والميداني، بالإضافة إلى تعميق الانقسام بين مؤسسات الدولة الليبية. فقد سبق وأن شهدت البلاد سلسلة من الأزمات السياسية والعسكرية التي أسفرت عن تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار، ويخشى الكثيرون من أن يؤدي تعزيز هذا التحالف إلى تصاعد التوترات وزيادة العنف.
وفي ظل هذا الواقع المعقد، يُطالب العديد من الفاعلين السياسيين والمجتمع الدولي بضرورة تجنب التصعيد والتحلي بالحوار، لإيجاد حلول سلمية تضمن استقرار البلاد وتفادي الوقوع في مستنقع الأزمات المستمرة التي قد تكون لها تداعيات كارثية على المدى الطويل.
في إطار التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الليبي، تحدث الدكتور عبدالله الزاوي، الخبير في الشأن الليبي، عن التحالف بين مفتي الإخوان وحكومة عبدالحميد الدبيبة، محذرًا من العواقب المحتملة لهذا التحالف على الاستقرار في ليبيا.
وأوضح الزاوي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر " أن هذا التحالف بين مفتي الإخوان والدبيبة قد يُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب والانقسام بين القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
وأضاف أن مفتي الإخوان الذي يُعتبر أحد الرموز المحورية في التيار الإسلامي، يسعى لتوسيع نفوذه في ظل الوضع السياسي الراهن، مستغلًا حكومة الدبيبة التي تُواجه ضغوطًا كبيرة من البرلمان والمجتمع الدولي.
وأشار الزاوي إلى أن الدبيبة الذي تولى منصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ظل اتفاق سياسي هش، قد يراه البعض في هذا التحالف محاولة للبقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته، وهو ما قد يُفاقم التوترات داخل المجتمع الليبي الذي يعاني من انقسامات عميقة. وأكد أن مثل هذه التحالفات قد تزيد من تعقيد الأزمة.