اغتيال نصرالله يمنح ائتلاف نتنياهو أغلبية في الكنيست حال إجراء انتخابات
اغتيال نصرالله يمنح ائتلاف نتنياهو أغلبية في الكنيست حال إجراء انتخابات
في تطور كبير أثار الجدل على الساحة السياسية في الشرق الأوسط، زعزع اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، توازن القوى في المنطقة بشكل كبير، واغتيال نصر الله، الذي كان يعتبر رمزًا لطهران ومؤثرًا قويًا في الصراع الإسرائيلي اللبناني، أفسح المجال لعدة تحركات سياسية في إسرائيل، أبرزها اتساع الفارق السياسي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني غانتس.
ومنذ وقوع الاغتيال، استفاد نتنياهو من تصاعد التوترات في المنطقة ليرسخ صورته كقائد قوي يضع الأمن القومي لإسرائيل في صدارة أولوياته، وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية أشارت إلى أن هذه الحادثة قد عززت من قاعدة الدعم الشعبي لنتنياهو، خاصة في أوساط اليمين المتطرف والجماعات المؤيدة لسياسات الحسم الأمني.
الداخل الإسرائيلي وصعوبات غانتس
في الوقت نفسه، واجه بيني غانتس صعوبات في تقديم رؤية سياسية تنافس تلك التي يعرضها نتنياهو.
غانتس، الذي كان يعوّل على بناء توافق سياسي داخلي يعتمد على مقاربة أمنية أكثر توازنًا، وجد نفسه مضطرًا للتعامل مع الأحداث بطريقة حذرة، محاولاً عدم الظهور بمظهر الضعيف في مواجهة العنف المتصاعد، ولكن دون القدرة على تقديم بديل جذاب يلقى استحسان قطاعات واسعة من الناخبين.
المراقبون يرون أن هذا الاغتيال قد منح نتنياهو فرصة ذهبية ليتجاوز غانتس في استطلاعات الرأي بفارق واضح، حيث ارتفعت نسبة التأييد لنتنياهو بفضل قدرته على توظيف الخوف الشعبي من التصعيد الأمني لصالحه.
ومن الواضح أن اليمين الإسرائيلي في هذه المرحلة يجد في نتنياهو القائد الذي يمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع الأزمات الأمنية، بينما ينظر إلى غانتس كقائد محتمل ما يزال يفتقر إلى الحسم الكافي.
استطلاع رأى إسرائيلي
وقد أظهر استطلاع حديث أجرته القناة 14 العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسع الفارق مع منافسه السياسي، العضو السابق في مجلس الحرب بيني غانتس، يأتي ذلك، بعد اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
كما اغتالت إسرائيل الكثير من قيادات حزب الله، عبر ضربات جوية وجهتها إلى لبنان أخيرًا، وتوقع الاستطلاع، أن "يعيد اغتيال نصرالله الأغلبية لائتلاف نتنياهو بالكنيست في حال إجراء انتخابات".
ويتضمن ائتلاف نتنياهو، أحزابا يمينية متطرفة، وكان غانتس استقال من مجلس الحرب، في يونيو الماضي، احتجاجًا على طريقة إدارة نتنياهو للحرب على قطاع غزة.
ويقول الباحث السياسي الدكتور هاني المصري، إن العملية ليست مجرد خطوة شخصية لنتنياهو، بل هي جزء من استراتيجية أمنية تهدف إلى تعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة، ونتنياهو استفاد من هذه العملية لرفع شعبيته المتراجعة منذ حرب غزة، مؤكدًا أن العمليات العسكرية ضد قادة حزب الله وحماس تمنح نتنياهو دعماً داخلياً وسياسياً وهو ما نستطيع فهمه من تضاؤل التظاهرات ضد نتنياهو في تل أبيب والقدس.
وأشار فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى أن نتنياهو استخدم هذه الاغتيالات كجزء من استراتيجيته لتمرير رسائل قوية لإيران وحلفائها، مؤكدًا أن هذه العمليات تزيد من فرص نتنياهو في الحفاظ على دعم ائتلافه الوزاري وتحقيق مكاسب سياسية في الداخل، واعتبر أن هذه العمليات قد تطيل أمد الصراع، مما يضمن لنتنياهو بقاءه السياسي على المدى الطويل.