تحذيرات ألمانية من تداعيات رحيل السوريين على سوق العمل.. ما القصة؟

تحذيرات ألمانية من تداعيات رحيل السوريين على سوق العمل.. ما القصة؟

تحذيرات ألمانية من تداعيات رحيل السوريين على سوق العمل.. ما القصة؟
سقوط بشار الأسد

وسط النقاش الدائر في برلين حول مستقبل اللاجئين السوريين بعد التغيرات السياسية المفاجئة في سوريا، حذرت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، من التأثيرات السلبية المحتملة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على سوق العمل في ألمانيا، مشيرة إلى أهمية دورهم في قطاعات حيوية مثل الصحة.

وتأتي تصريحاتها في إطار النقاش المستمر في برلين بشأن إمكانية عودة السوريين بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.

تأثر المجالات وسوق العمل

وقالت فيزر، عقب اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في برلين، الأربعاء: "إذا غادر جميع السوريين العاملين في قطاع الصحة، ستتأثر العديد من المجالات بشكل خطير". 

وشددت الوزيرة، المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، على ضرورة الحفاظ على السوريين الذين اندمجوا في المجتمع الألماني، لديهم وظائف، ولم يرتكبوا جرائم.

وأكدت، أن هؤلاء يشكلون عنصرًا مهمًا لدعم الاقتصاد الألماني.

وأضافت: "أطفال السوريين يذهبون إلى المدارس، وهؤلاء الأشخاص اندمجوا في المجتمع بشكل إيجابي. ما يهمنا هو إعطاؤهم فرصة للبقاء والمساهمة في اقتصادنا".

ورغم التطورات السياسية الأخيرة في سوريا، أكدت فيزر أنه لا يمكن حتى الآن تقديم تقييم موثوق للوضع هناك، نظرًا للتغيرات المفاجئة التي شهدتها البلاد.

تعليق البت في طلباء اللجوء المقدمة من السوريين

من جانبه، قرر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين مؤقتاً، لكنه أشار إلى إمكانية استقبال الوافدين الجدد وتقديم طلباتهم.

وفي سياق متصل، أشاد وزير الصحة الألماني، كارل لاوترباخ، بالدور الذي يلعبه السوريون في القطاع الصحي.

وأوضح عبر منصة "إكس"، أن أكثر من 6,000 طبيب سوري يعملون حالياً في ألمانيا، واصفاً إياهم بأنهم "مندمجون بشكل كامل في المجتمع الألماني"، ومؤكداً على ضرورة استمرارهم في تقديم الرعاية الصحية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

يُذكر أن ألمانيا استقبلت أعدادًا كبيرة من السوريين خلال سنوات الحرب، ما أثار مخاوف من تأثير أي "هجرة عكسية" على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الحيوية.

أبعادًا إنسانية واقتصادية معقدة

وفي غضون ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، إن قضية اللاجئين السوريين في الخارج تحمل أبعادًا إنسانية واقتصادية معقدة، خاصة في ظل التغيرات السياسية المفاجئة التي تشهدها سوريا. 

وأوضح السعيد، أن "اللاجئين السوريين، خصوصًا في دول مثل ألمانيا، أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، حيث يساهمون بشكل ملحوظ في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم".

وأضاف - في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر-، أن أي تحرك لإعادة اللاجئين دون دراسة متأنية قد يؤدي إلى أزمات اقتصادية في الدول المضيفة، وأوضاع غير مستقرة داخل سوريا.

وشدد على أهمية التوازن بين دعم استقرار اللاجئين وإعادة إعمار سوريا، بما يحقق مصالح الجميع.