ارتباك في صفوف حزب الله بعد موت رئيسي واضطرابات جبهة إيران

ارتباك في صفوف حزب الله بعد موت رئيسي واضطرابات جبهة إيران

ارتباك في صفوف حزب الله بعد موت رئيسي واضطرابات جبهة إيران
صورة أرشيفية

يعيش حلفاء إيران في المنطقة العربية حالة من الارتباك الشديد بعد وفاة الرئيس الإيراني، هذا الحادث لم يؤثر فقط على السياسة الداخلية في إيران، بل أحدث أيضًا تداعيات كبيرة على حلفائها في المنطقة، وخاصة حزب الله اللبناني، وفي الوقت الذي تكافح فيه القيادة الإيرانية للسيطرة على الوضع، تتصاعد التوترات والمخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي، وتعرضت إيران وحلفاؤها لهزة قوية بعد أن لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مصرعهما في تحطم مروحية بالقرب من قرية أوزي في محافظة أذربيجان الشرقية، وكانت المروحية تقوم برحلة رسمية عندما فقدت الاتصال، وبعد عدة ساعات، تم العثور على حطامها في منطقة جبلية وعرة، أدى الحادث إلى دخول إيران في حالة حداد وطني، حيث تم تعليق جميع الفعاليات الثقافية وإعلان فترة حداد رسمية.

*ردود الفعل في لبنان*

في لبنان، أثارت وفاة رئيسي حالة من الارتباك داخل صفوف حزب الله، الحليف الرئيسي لإيران في المنطقة، يعتبر حزب الله الرئيس الإيراني الراحل رمزًا هامًا لدعمه المتواصل للمقاومة ضد إسرائيل ودوره المحوري في تعزيز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وقد أصدر حزب الله بيانًا يعبر فيه عن تعازيه ويؤكد على استمرار دعم إيران للقضايا المحورية في المنطقة.

ورغم البيانات الرسمية، تظهر علامات القلق بين قيادات الحزب حول مستقبل الدعم الإيراني في ظل هذه الفوضى السياسية. 

فالعلاقة الوثيقة بين حزب الله وإيران تعتمد بشكل كبير على توجيهات ودعم القيادة الإيرانية، وأي تغيير في هذه القيادة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الحزب وتحركاته.

*تداعيات إقليمية*

داخليًا، تواجه إيران الآن تحديًا كبيرًا في الحفاظ على الاستقرار السياسي في ظل وفاة رئيسي، الذي كان يمثل جزءًا من التيار المحافظ والمقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، فوفاة رئيسي تفتح الباب أمام صراعات داخلية بين التيارات السياسية المختلفة، وقد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات والتوازنات داخل النظام الإيراني.

وإقليميًا، يثير هذا الحدث المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فقد كان الرئيس الراحل يلعب دورًا هامًا في السياسات الإقليمية، بما في ذلك تعزيز التحالفات مع الجماعات المسلحة في العراق وسوريا واليمن.

 وقد تؤدي أي تغييرات في السياسة الإيرانية إلى تأثيرات كبيرة على هذه الجماعات، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة.

*قلق بشأن التمويل*

من جانبه، أكد مصدر لبناني مطلع، أن التخوفات في حزب الله تزايدت بشدة بسبب عدم وضوح الرؤية بشأن خليفة الرئيس رئيسي.

إذ أن اختيار شخصية جديدة لقيادة إيران قد يستغرق وقتًا طويلًا، مما يترك فراغًا في القيادة يمكن أن يؤثر على الدعم المالي والعسكري الذي يعتمد عليه حزب الله. 

ويشير المصدر إلى أن هناك مخاوف جدية من أن التغيير المحتمل في السياسة الإيرانية قد ينعكس سلبًا على حزب الله، خصوصًا إذا اتجهت القيادة الجديدة نحو سياسات داخلية تركز على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها إيران بدلاً من الاستمرار في دعم الحلفاء الإقليميين بنفس المستوى السابق.

المصدر أكد أن التخوفات في حزب الله يعود سببها الرئيسي للجانب المالي، حيث يستنزف القتال على الجبهة الإسرائيلية أموال طائلة، دائمًا ما كان حزب الله يعتمد علي إيران في تغطية تلك التكاليف، ومع ارتباك الأوضاع الداخلية لإيران يخشى قيادات حزب الله من عجزهم عن الاستمرار في القتال الجبهة الشمالية لإسرائيل.