إسرائيل تصعّد غاراتها والجيش اللبناني في موقف حرج.. ما هي الخيارات

إسرائيل تصعّد غاراتها والجيش اللبناني في موقف حرج.. ما هي الخيارات

إسرائيل تصعّد غاراتها والجيش اللبناني في موقف حرج.. ما هي الخيارات
تفجيرات لبنان

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنّت إسرائيل مئات الغارات على مناطق جنوب وشرق لبنان؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصًا وإصابة المئات خلال ساعات قليلة.


هذا التصعيد يثير تساؤلات عديدة حول دور الجيش اللبناني في ظل اتساع نطاق الضربات الإسرائيلية التي لم تقتصر على مواقع "حزب الله" فقط، بل شملت مناطق أوسع، مما يمثل تحديًا جديدًا للسيادة اللبنانية.

*اختراق الاتصالات اللبنانية: حرب نفسية*


في خطوة تمثل انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية، تلقى العديد من سكان بيروت ومناطق أخرى اتصالات هاتفية من مصادر إسرائيلية تطلب منهم إخلاء منازلهم تجنبًا للقصف.

هذه الاتصالات لم تقتصر على المدنيين بل طالت أيضًا جهات حكومية، بما في ذلك مكاتب وزراء الإعلام والثقافة، هذه الحرب النفسية تضيف بعدًا جديدًا للصراع، حيث تسعى إسرائيل من خلالها إلى نشر الرعب والضغط على المجتمع اللبناني بمختلف شرائحه.

*إسرائيل تبرر هجماتها بذرائع أمنية*


الجيش الإسرائيلي برّر غاراته المكثفة بأن "حزب الله" يستخدم منازل لتخزين الأسلحة، مما يتيح لإسرائيل قصف هذه الأهداف باعتبارها أهدافًا مشروعة في سياق الدفاع عن النفس.

وعلى الرغم من هذه التبريرات، لم يصدر الجيش اللبناني أي تعليق رسمي على الوضع الميداني، إلا أن السلطات تتابع التطورات عن كثب، مؤكدة أن التحذيرات التي تلقاها المواطنون لا يجب أن تثير الذعر.

*حياد الجيش اللبناني: إستراتيجية موروثة من حرب 200*


منذ انتهاء حرب لبنان عام 2006، يتبع الجيش اللبناني سياسة الحياد في المواجهات مع إسرائيل، معتمدًا على قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة لضمان الحد الأدنى من التصعيد على الحدود.

مع ذلك، تزايد نفوذ "حزب الله" على الأرض وتعقيدات المشهد السياسي بعد اتفاق الطائف جعلت من الصعب على الجيش اللبناني الانخراط المباشر في أي مواجهة مع إسرائيل.

*نزوح واسع واستعداد للأسوأ*


المشهد اليوم يعكس أزمة متفاقمة، حيث نزحت آلاف العائلات من مدينة صور والمناطق الجنوبية إلى مدينة صيدا، هربًا من القصف الإسرائيلي العنيف.

المدارس تحولت إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين، بينما استنفرت المرافق الصحية استعدادًا لاستقبال المزيد من الجرحى مع استمرار القصف الإسرائيلي.

هذه التطورات وضعت الجيش اللبناني أمام تحديات جديدة، حيث تثار التساؤلات حول كيفية تدخله لحماية المدنيين دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

*استراتيجيات محدودة وأفق ضبابي*


في السياق ذاته، يرى المحللون أن الجيش اللبناني يواجه صعوبة في لعب دور فاعل في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية تفرضها ظروف ما بعد الحرب الأهلية واتفاق الطائف. 

"حزب الله" اليوم، ينافس الجيش في اتخاذ قرار السلم والحرب، ما يعقّد أي تحرك عسكري من جانب الدولة اللبنانية. ويبقى السؤال حول استراتيجية الجيش اللبناني للتعامل مع هذه التحديات، وهل يمكن أن يتخذ خطوات أكثر فعالية للدفاع عن السيادة اللبنانية وحماية المدنيين في ظل هذا التصعيد؟

*خيارات محدودة وتعقيدات داخلية وخارجية*


من جانبه، يرى المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن خيارات الجيش اللبناني محدودة للغاية بسبب التعقيدات السياسية الداخلية والخارجية.

وأوضح في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن "الجيش يمكن أن يعزز انتشاره على الحدود الجنوبية ويكثف التنسيق مع قوات اليونيفيل، مما قد يسهم في تهدئة التصعيد ومنع اختراقات جديدة".

ويرى عاكوم، أن الجيش يجب عليه أن يستفيد من دعم المجتمع الدولي لتأمين حماية أكبر للمناطق المدنية، وتحسين قدراته الاستخباراتية لرصد تحركات القوات الإسرائيلية و"حزب الله" على حد سواء، بما يساهم في تفادي وقوع مزيد من الخسائر.

وتابع المحلل السياسي اللبناني، أن الجيش اللبناني بحاجة إلى لعب دور أكثر فعالية في حماية السيادة اللبنانية دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.

وأشار إلى أن "الجيش يمكن أن يتخذ نهجًا دبلوماسيًا بضغط من خلال المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية والتأكيد على أهمية التزام جميع الأطراف بقواعد الاشتباك القائمة".