السوريون في أوروبا.. بين أمل العودة ومخاطر الترحيل

السوريون في أوروبا.. بين أمل العودة ومخاطر الترحيل

السوريون في أوروبا.. بين أمل العودة ومخاطر الترحيل
اللاجئين السوريين

مع تطورات الأوضاع السياسية في سوريا والإطاحة بنظام بشار الأسد، تعيش الجاليات السورية في أوروبا حالة من القلق والترقب، فبينما يراقب البعض إمكانية العودة للوطن، تثير احتمالات "الهجرة العكسية" تساؤلات عديدة حول مصير مئات الآلاف الذين أسسوا حياتهم في في دول أوروبا، النقاشات التي تصاعدت في الأوساط السياسية والمجتمعية هناك تتناول قضايا إنسانية واقتصادية، حيث يعد السوريون عنصرًا مهمًا في سوق العمل الأوروبي، وسط هذه التحولات، تبدو السياسات المستقبلية تجاه اللاجئين السوريين محورية، ليس فقط لأوروبا بل للمجتمع الدولي بأسره.


من جانبه، حذر ، فرانك فيرنكه، رئيس نقابة "فيردي" وهي نقابة عمالية ألمانية، من أي خطوة متسرعة لترحيل السوريين بعد الإطاحة بنظام الأسد، معتبرًا أن ذلك يهدد مصالح الأفراد ومصالح سوق العمل الألماني.

وأكد فيرنكه، أن عددًا كبيرًا من السوريين باتوا جزءًا أساسيًا من المجتمع، حيث يعملون في قطاعات حيوية مثل التجزئة، خدمات التوصيل، والرعاية الصحية، مما يجعل ترحيلهم أمرًا غير عملي، وفقًا لـ"وكالة الأنباء الألمانية".

وأوضح فيرنكه، أن السوريين في ألمانيا يراقبون التطورات في وطنهم عن كثب، مع شعور غالب بالارتياح لسقوط النظام.
رغم ذلك، فإن فكرة العودة تظل مشروطة بتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا، وهو أمر ما زال بعيد المنال. 

*تحديات العودة*


من جهته، قال الدكتور أيمن زهري، خبير السكان ودراسات الهجرة: إن عودة جماعية للسوريين إلى بلدهم غير متوقعة، مستشهدًا بتجربة لاجئي يوغوسلافيا في التسعينيات، وأشار أن عدد العائدين كان محدودًا للغاية رغم انتهاء الحرب هناك. 

وأكد زهري، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن اللاجئين السوريين في أوروبا طوّروا علاقات اجتماعية ومهنية عميقة، خاصة أولئك الذين قدموا كأطفال أو مراهقين، مضيفًا، أن هؤلاء باتوا يرون مستقبلهم ومستقبل أطفالهم مرتبطًا بالبلاد التي هاجروا إليها أكثر من ارتباطه بسوريا. 

وأشار خبير السكان ودراسات الهجرة، إلى استثمارات كبيرة بذلتها المدارس والبلديات والشركات في مختلف دول أوروبا في برامج اندماج اللاجئين، أي خطوات تدعو للعودة قد تهدد هذه النجاحات وتثير قلق من اندمجوا بشكل فعّال في المجتمع الألماني. 

*تعليق طلبات اللجوء للسوريين في أوروبا*


أثار سقوط نظام الرئيس بشار الأسد جدلاً واسعاً في أوروبا حول مصير اللاجئين السوريين، حيث سارعت عدة دول، بينها ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك والنرويج وبلجيكا وسويسرا وبريطانيا، إلى تعليق النظر في طلبات اللجوء للسوريين. مساء الاثنين، انضمت إيطاليا، بقيادة حكومة جورجيا ميلوني اليمينية، إلى هذه القائمة. 

في ألمانيا، التي تستضيف أكبر جالية سورية في أوروبا تُقدر بنحو مليون شخص، أعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، أن تعليق الطلبات جاء نتيجة "عدم وضوح الوضع" في سوريا. 

وأكدت، أن نهاية نظام الأسد تمثل مصدر ارتياح للاجئين، لكنها حذرت من أن الظروف الحالية لا تتيح التنبؤ بإمكانية العودة الآمنة للسوريين.
 
في النمسا، أصدرت الحكومة تعليمات بمراجعة طلبات اللجوء السورية المعلقة، مع إعداد برنامج لإعادة اللاجئين إلى سوريا. كما تم تعليق إجراءات لم شمل الأسر، ما يؤثر على آلاف السوريين الذين ينتظرون قرارات بشأن طلباتهم. 

فرنسا بدورها أوضحت أنها تتابع تطورات الوضع في سوريا، وقد تؤدي الظروف الراهنة إلى تعليق بعض الطلبات. 

هذه الإجراءات تأتي في ظل صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، مما يزيد من تعقيد أوضاع اللاجئين السوريين الذين أصبح مصيرهم معلقًا بين الانتظار والمجهول.