أسامة شعث: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة تتسبب بكارثة إنسانية

أسامة شعث: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة تتسبب بكارثة إنسانية

أسامة شعث: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة تتسبب بكارثة إنسانية
حرب غزة

تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم، يومه الـ432، ليصبح أحد أطول فصول الحرب والدمار في التاريخ المعاصر، إذ ما تزال المجازر اليومية تزهق أرواح المدنيين الفلسطينيين، فيما تتفاقم معاناتهم الإنسانية بشكل غير مسبوق.

في هذه الأثناء، يتعرض قطاع غزة "المحاصر " لواحدة من أشرس الهجمات العسكرية التي خلفت دماراً هائلًا في البنية التحتية وأعدادًا هائلة من الضحايا، وسط عجز تام من المجتمع الدولي في وقف هذا العدوان أو حتى تقديم دعم ملموس لإنقاذ الأرواح.

مجازر يومية.. استمرار سقوط الضحايا المدنيين
تستمر قوات الاحتلال في قصف المنازل، المشافي، المدارس، والبنى التحتية المدنية في القطاع؛ ما أدى إلى مقتل المئات من الأبرياء، بينهم أطفال ونساء.

 في اليومين الأخيرين، سجلت تقارير محلية مقتل أكثر من 200 شخص في سلسلة غارات جوية وصواريخ استهدفت مناطق مدنية بحتة.

 كما أن مئات الجرحى يعانون من إصابات خطيرة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية التي تشتد الحاجة إليها.

مستشفيات غزة، التي كانت بالفعل تعاني من نقص الموارد، أصبحت ساحة حرب حقيقية. أطباء يواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع أعداد الجرحى المتزايدة بسبب كثافة الغارات والظروف الصعبة، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المعدات الطبية الأساسية.

معاناة إنسانية لا تُحتمل


الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة زاد من حدة معاناة السكان المدنيين في ظل العدوان المستمر. نقص المواد الغذائية، والمياه، والكهرباء، والوقود أصبح يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة الناس. العديد من الأسر الفلسطينية تكافح من أجل تأمين لقمة العيش أو حتى مياه الشرب النقية.

كارثة إنسانية


منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة أكدت، أن الوضع الصحي في قطاع غزة وصل إلى مرحلة الكارثة. المستشفيات التي كانت تعمل بنصف طاقتها قبل العدوان، أصبحت الآن غير قادرة على استيعاب أعداد المصابين، وأعداد الضحايا في تزايد مستمر.

نداءات لإنقاذ غزة


منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، دعت مرارًا المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى غزة. 

هذه النداءات تواجه صمتًا دوليًا غير مبرر في وقت تزداد فيه وتيرة الهجمات الإسرائيلية.

في تصريحات خاصة للعرب مباشر حول الوضع في قطاع غزة، أكد الدكتور أسامة شعث، الباحث السياسي والأكاديمي الفلسطيني، أن الوضع الإنساني في غزة قد وصل إلى مستوى غير مسبوق من المعاناة بسبب الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية.

 وأشار شعث، أن الاحتلال يواصل تنفيذ سياسات تهدف إلى تجويع وتدمير البنية التحتية المدنية في غزة، ما يؤدي إلى معاناة واسعة النطاق بين السكان.

وقال شعث: "غزة تشهد اليوم أسوأ موجة من الانتهاكات على كافة الأصعدة. القصف العشوائي الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات لا يميز بين المدنيين والآمنين. 

هذا بالإضافة إلى الحصار الذي يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويجعل من المستحيل على السكان الحصول على احتياجاتهم الأساسية".

وأضاف شعث: أن عدد الشهداء والجرحى في تصاعد مستمر، مشيرًا أن ما يقارب من نصف السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء الصالح للشرب، بينما تتضاعف أزمة الكهرباء والوقود.

وتابع شعث: "ما يحدث في غزة هو جريمة جماعية ضد الإنسانية. المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤوليته في وقف هذه الانتهاكات والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياته العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات".

وحذر شعث من أن استمرار هذه الانتهاكات سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعيًا إلى تحرك عاجل من قبل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لتقديم الدعم والمساعدات الطبية والإغاثية للسكان المحاصرين في القطاع.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة توترات عسكرية متصاعدة، مما يضع المزيد من الضغوط على المدنيين الذين يعانون من الأزمات الصحية والإنسانية نتيجة العدوان المتواصل.