مبعوث واشنطن في تل أبيب.. هل ينجح في تعطيل العد التنازلي الإسرائيلي لشن حرب ضد جنوب لبنان

مبعوث واشنطن في تل أبيب.. هل ينجح في تعطيل العد التنازلي الإسرائيلي لشن حرب ضد جنوب لبنان

مبعوث واشنطن في تل أبيب.. هل ينجح في تعطيل العد التنازلي الإسرائيلي لشن حرب ضد جنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي

تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية اليوم، بعد إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات إسرائيلية في الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل.


 وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم، بأن الصواريخ التي أطلقتها قوات تابعة لحزب الله، استهدفت عدة مستوطنات منها كريات شمونة، كفارجلعادي، المطلة، وكفاريوفال، كما أُطلق عدد من الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية؛ ما أدى إلى دوي صافرات الإنذار في المستوطنات المتاخمة للحدود.

*المبعوث الأمريكي*


ومع تزايد الاحتمالات التي ترجح شن إسرائيل عملية عسكرية ضد حزب الله اللبناني، يصل مبعوث أمريكي إلى تل أبيب في محاولة لمنع تلك العملية أو إرجائها،ط. وقال مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنه أعطى الضوء الأخضر لعملية واسعة ضد "حزب الله" في لبنان دون تحديد موعدها.

وكان من المقرر أن يلتئم المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" غدًا الأحد؛ لبحث العملية، ولكن تم تأجيل الاجتماع إلى يوم الإثنين، ويبدو أن التأجيل مرتبط بوصول المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان، إذ من المقرر أن يلتقي نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين.

وتريد الولايات المتحدة الأمريكية منع العملية أو على أقل تقدير تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

وقالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية، إن نتنياهو قال في اجتماع أمني يوم الخميس: "نحن نتجه نحو حملة واسعة النطاق (في لبنان) بشكل أو آخر"، وأضافت: "في المناقشة ذكرت مختلف الأطراف صراحة، بمن في ذلك رؤساء الأجهزة الأمنية، أن التسوية السياسية وحدها لن تعيد السكان إلى ديارهم".

وتابعت: "ذُكر أيضًا أن الطموح هو بدء الحملة في أسرع وقت ممكن، وفقًا لمعيارين رئيسيين: قدرات الجيش الإسرائيلي ونشر القوات والأسلحة، والشرعية الدولية".

*غارات إسرائيلية*


ردًا على إطلاق الصواريخ، شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك مخازن أسلحة ومقار عسكرية في مناطق متعددة مثل الصرفند وشيحين وكفركلا وعيترون.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أن الغارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة ومعدات عسكرية تُستخدم من قبل حزب الله لشن الهجمات.

كما أصابت إحدى الغارات محيط بلدة الكواخ شمال الهرمل؛ ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية.

وفي بيان نشره الجيش الإسرائيلي، أكد أن العملية تهدف إلى منع حزب الله من الاستمرار في استهداف المستوطنات الإسرائيلية من هذه المناطق، وأن إسرائيل لن تتهاون في استخدام كافة الوسائل العسكرية المتاحة للدفاع عن أراضيها.

 وشملت الضربات مواقع متعددة، حيث عرض الجيش الإسرائيلي لقطات مصورة تُظهر ما وصفه بضربات ناجحة على مستودعات أسلحة ومراكز قيادة لحزب الله في البقاع ومناطق أخرى.

تحذيرات بإخلاء المناطق الحدودية


في خطوة غير مسبوقة، قام الطيران الإسرائيلي بإلقاء منشورات تحذيرية فوق منطقة الوزاني في جنوب لبنان، تطالب السكان بإخلاء منازلهم قبل الساعة الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي. 

وقد أثارت هذه المنشورات جدلًا واسعًا في الأوساط اللبنانية، حيث جاء في نص المنشور: "إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء، يُطلق حزب الله النيران من منطقتكم... عليكم ترك منازلكم فوراً والتوجه شمال منطقة الخيام حتى الساعة الـ4 مساءً وعدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب". 

كما هدد المنشور بأن من يبقى في المنطقة بعد الموعد المحدد سيُعتبر "عنصرًا إرهابيًا وستُستباح دماؤه".

لكن الجيش الإسرائيلي نفى - في وقت لاحق- مسؤوليته المباشرة عن تلك المنشورات، مؤكدًا أن ما حدث كان "سلوكًا فرديًا" من قبل عميد في لواء الشمال دون علم القيادات العليا. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الخطوة لم تكن جزءًا من العمليات العسكرية المخطط لها.

*تهديدات في الجليل*


في سياق آخر، أُفيد بسقوط طائرة مسيرة في مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للحدود مع لبنان. ورغم أن الحادثة لم تسفر عن وقوع إصابات، فإن الطائرة ألحقت أضرارًا بالممتلكات، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وأدت هذه الحادثة إلى زيادة حالة القلق بين السكان، خاصةً مع تزايد التهديدات بتسلل طائرات مسيرة إضافية.

كما تسببت هذه التوترات في إطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات كريات شمونة، كفرجلعادي، تل حاي، وكفاريوفال، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى إصدار تعليمات صارمة للسكان بالبقاء في المناطق المحمية وتجنب التجمعات العامة خوفًا من هجمات صاروخية أو تسلل الطائرات المسيرة.

 

*إرجاء الدراسة في الجولان*


على خلفية التصعيد المستمر، أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات بتأجيل الدراسة في مناطق الجولان والجليل الأعلى. 

وقد أعلنت السلطات المحلية، أن المدارس الابتدائية في تلك المناطق ستفتح أبوابها في وقت لاحق بعد تقييم الوضع الأمني، بينما ستبدأ المدارس الثانوية دروسها في وقت متأخر أيضًا. هذه الخطوة جاءت كتدبير احترازي لحماية الطلاب من أي تصعيد محتمل.

*حملة عسكرية قادمة*


يأتي هذا التصعيد في وقت تزايدت فيه التكهنات بأن إسرائيل تستعد لشن حملة عسكرية واسعة النطاق في الشمال، حيث أعلن مسؤولون في حكومة بنيامين نتنياهو، أن التحضير للحملة جارٍ على قدم وساق.

 ورغم عدم تحديد موعد محدد لبدء الحملة، فقد أشار نتنياهو إلى أن هذه العملية ستكون "ذات كثافة عالية" وتهدف إلى القضاء على التهديدات المستمرة من حزب الله. 

وفي نقاش استراتيجي أجراه المجلس الوزاري المصغر، تم التأكيد على ضرورة توسيع العمليات العسكرية في الشمال، وهو ما قد يتطلب تقليص الوجود العسكري في غزة للتفرغ للجبهة الشمالية.

من جهته، استمر حزب الله في محاولة استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك ثكنات الجيش في صفد. ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فقد أطلق حزب الله أربعة رشقات صاروخية نحو الجليل الأعلى شمال إسرائيل يوم السبت، محاولًا استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين. هذه الحادثة تُعتبر الأولى من نوعها التي يُسجل فيها إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء التصعيد.

مقتل مئات الأشخاص ونزوح الآلاف


تشير التقارير إلى أن المواجهات المستمرة على جانبي الحدود أدت إلى مقتل أكثر من 610 أشخاص في لبنان، بينهم 394 من مقاتلي حزب الله، و135 مدنيًا. 

أما في إسرائيل، فقد أسفر الصراع عن مقتل 24 عسكريًا و26 مدنيًا، بينهم 12 قتلوا في الجولان السوري المحتل. كما دفعت الاشتباكات إلى نزوح أكثر من 113 ألف مواطن لبناني من مناطقهم، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.