لاجئون سوريون بالأردن يروون معاناتهم منذ أزمة "كورونا"
يعيش اللاجئون السوريون في الأردن أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة، ولاسيما أن المملكة الهاشمية في الأصل تعاني من واقع ظروف اقتصادية ضاغطة.
وعلى الرغم من أن شهر رمضان الكريم كل عام يتجدد فيه معاناة اللاجئين، ولكن هذا العام كان الأصعب نتيجة خسارة معظمهم لأعمالهم، وعدم وجود مصدر دخل لهم بسبب وباء "كورونا" المستجد (كوفيد-19).
مليون سوري يعيشون تحت خط الفقر في الأردن
يعيش في الأردن 656,213 سوريّاً مسجلاً لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينهم 124,019 داخل المخيمات، غير أن إحصائيات حكومية تؤكد أن مليونا و300 ألف سوري يعيشون على أراضيها.
يذكر أن نحو 79% من اللاجئين في الأردن، أي أكثر من 500 ألف شخص يعيشون تحت خط الفقر، وبأقل من 3 دولارات في اليوم الواحد، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
أيام قاسية لم نعد قادرين على التحمل
تقول "شذى مراد"، والتي تقيم في مخيم الزعتري منذ 5 سنوات، إن رمضان هذا العام كان شديد القسوة على معظم اللاجئين في المخيم، لافتة إلى أنه كانت تأتي أيام لا تجد بعض الأسر القدرة على توفير وجبة الإفطار.
أضافت لـ"العرب مباشر": "تسبب كورونا في تعطيل كافة القطاعات العامة والخاصة مما أدى إلى خسارة العاملين السوريين أعمالهم، وهو ما تسبب في انقطاع المردود المادي لأي عائلة تعتمد على العمل اليومي والأجر المحدود".
شذى تعيش مع عائلتها المكونة من أربعة أشخاص والتي تضررت بسبب تعطل أخيها الذي كان يعمل في قطاع الزراعة إلى جانب دراسته الجامعية، رغم أجره البسيط الذي لم يكن يتجاوز السبعة دنانير يوميا، لافتة أن المساعدات المقدمة من المفوضية للاجئين لا تسد الحاجيات الأساسية.
اللاجئون يعتمدون على العمل اليومي
من جانبه يقول أحمد شامي، شاب ثلاثيني من المخيم نفسه، إن السوريين يعتمدون على العمل اليومي، وليسوا موظفين في أعمال ثابتة، موضحاً أنه بسبب ذلك أدى الحجر الصحي على البلاد إلى تضررهم.
تابع شامي لـ"العرب مباشر": "وخلال شهر رمضان لم نكن قادرين على تحمل مصاريفه وصارت علينا أعباء لا تحتمل"، لافتاً أنه يعول أسرة مكونة من والده وشقيقته وزوجته وطفليهما، فصار من الصعب تأمين احتياجاتهم كاملة.
واعتبر أن الفترة الحالية والمقبلة هي عبء إضافي على كل السوريين بسبب تردي الأوضاع المادية، خاصة أن المنظمات الإنسانية ومفوضية اللاجئين لم تقدم لهم أي دعم أو مساعدات، إضافة إلى تقليل فرص عمل اللاجئين في المنظمات، بعكس ما قدمته الحكومة الأردنية لمواطنيها، لافتاً إلى أن العبء يزداد مع قدوم أيام العيد التي يتوقف بها العمل نهائيا مما يصعب من توفير الدخل.
الأوضاع الصحية غير مُطَمئِنة
فيما يشير مالك بدري، من المخيم، إلى أن الأوضاع الصحية بالمخيم غير مطمئنة، ولاسيما أن المساعدات الطبية والرعاية الصحية المقدمة ليست كافية لتأمين الأوضاع بمخيم الزعتري.
أردف لـ"العرب مباشر": "أما اللاجئون الذين يعيشون بعيدا عن المخيم فتم طردهم من سكنهم بسبب عدم وجود رواتب تغطي إيجارات منازلهم، فاضطروا العودة إلى المخيم مما شكل ضغطاً زيادة"، لافتاً أنه منذ انتشار كورونا أصبح السوريون أول من تم الاستغناء عنهم بالأعمال "لأنهم ليسوا أبناء البلد" على حد قوله.
محاولة لتأمين المعيشة
من جانبها قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن: إنها ما تزال بانتظار التمويل لتقديم المساعدة المحتملة لدعم الأسر في ظل أزمة "كورونا".
وأشارت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إلى أن عددا من المنظمات يقوم بتوزيع مساعدة نقدية طارئة لمرة واحدة لدعم الأسر في تغطية احتياجاتها الأساسية خلال أزمة كورونا.
ووجه فريق طموح نداء للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لتخصيص دعم لتغطية احتياجات اللاجئين الطارئة بسبب ظروف فيروس "كورونا".
وأشار الفريق التطوعي الذي يقدم خدماته للسوريين في كل دول العالم في بيان عَبْر صفحته على "فيس بوك"، إلى أن الجوع وعدم توفر أساسيات الطعام وخاصة عند الأطفال وكبار السن والسيدات الحوامل سيؤدي إلى سوء التغذية ونقص المناعة.