حرب طويلة الأمد.. نتنياهو يواجه استراتيجية حماس في غزة

نتنياهو يواجه استراتيجية حماس في غزة

حرب طويلة الأمد.. نتنياهو يواجه استراتيجية حماس في غزة
صورة أرشيفية

مع احتدام الحرب في غزة، أصبح الوضع في القطاع المدمر حالة من الدمار واليأس، حيث قُتل أكثر من 29 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة، معظمهم في حملة قصف إسرائيلية متواصلة، كما سويت أحياء بالأرض، وتم القضاء على الأسر، وتيتم الأطفال، وتشرد ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص، وبينما يتزايد التدقيق العالمي بشأن سلوك إسرائيل في الحرب، وجه الجيش الإسرائيلي - حسب تقديراته - ضربة قوية لقدرات حماس، حيث قتل قادة، ودمر الأنفاق وصادر الأسلحة، لكن هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في تدمير حماس لا يزال بعيد المنال، وفقًا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين، لذلك يتسعد نتنياهو لحرب طويلة الأمد في غزة.  
  
حرب طويلة  

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد قال مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب البروتوكول العسكري: إن إسرائيل منخرطة في مهمة شاملة لكشف القدرات العسكرية لحماس.  

ويقول المسؤولون الأمريكيون: إنهم يعتقدون أن حماس مقيدة بالعمليات الإسرائيلية، لكن إسرائيل لن تكون قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على القدرة العسكرية للجماعة، في المستقبل المنظور.  

وتابعت الصحيفة، أنه منذ هجمات أكتوبر، تؤكد إسرائيل أنها قتلت أكثر من 10 آلاف مسلح من حماس، لكنها لم توضح كيف تحسب العدد، ويقول المحللون: إنه من الصعب الحصول على رقم دقيق في ظل فوضى الحرب. ويقول مسؤولون إسرائيليون: إن الجيش قام بتفكيك الهيكل القيادي لـ 18 كتيبة من كتائب حماس البالغ عددها 24 كتيبة في غزة، ما أسفر عن مقتل القادة ونواب القادة وضباط آخرين؛ مما جعل الوحدات غير فعالة فعليًا.  

لكن الآلاف من مقاتلي حماس، الملحقين بالكتائب المتبقية أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق وتحت الأرض، وفقًا لمسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.  

ولم تكشف حماس سوى القليل عن خسائرها، على الرغم من أنها أعربت عن حزنها العلني على مقتل اثنين من كبار قادتها على الأقل، أيمن نوفل وأحمد الغندور، وتصدر الحركة بانتظام بيانات تقول إنها ضربت جنودًا إسرائيليين في أنحاء القطاع.  
  
استراتيجية حماس  

ويقول محللون إسرائيليون: إنه خلال القتال الأخير في غزة، تجنبت حماس المواجهات المباشرة مع الوحدات الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل علامة ضعف.  

لكن خبراء آخرين يقولون: إن حماس لديها سبب وراء هذه الاستراتيجية. وطبقاً للمسؤولين الغربيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً عن هذه المسألة، فإن قيادة حماس تعتقد أنه إذا نجا أي قدر كبير من قوتها العسكرية من الحرب، فسوف يمثل ذلك النصر.  

ويجتمع وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن إسرائيل لم تظهر أي علامة على التراجع، إذ تمضي قدماً في ثلاث مناطق قتالية مختلفة.  

وقال المسؤولون الأمنيون السابقون والحاليون: إن هذا التناقض كان انعكاسًا للضربة التي وجهها الجيش لقدرات حماس العسكرية في الشمال، حيث قام بتفكيك هيكلها القيادي، وقال مسؤول المخابرات العسكرية: إن مجموعات من مقاتلي حماس في المنطقة تعمل الآن بمعزل عن غيرها دون دعم من الجناح العسكري الأوسع.  

وأكدت الصحيفة، أن حقيقة عودة الجنود الإسرائيليين بعد انسحابهم قبل أسابيع تشير أيضًا إلى أن حماس لا تزال نشطة هناك، وقال ضابط المخابرات: إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن ما لا يقل عن 5000 مسلح ما زالوا في الشمال.  

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون: إن ذلك سيمثل قوة صغيرة ولكنها هائلة قادرة على إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومهاجمة القوات البرية.  

وأضاف: أن الجيش عاد هذا الشهر إلى محيط مستشفى الشفاء، الذي كان مسرحا لقتال عنيف في نوفمبر، لمحاربة المسلحين الذين أعادوا تجميع صفوفهم في المنطقة، وسيعود إلى أجزاء أخرى من الشمال في الأسابيع المقبلة، غير أن العقيد ماندل أكد أن الجيش لم يعد يواجه مقاومة قوية.