نهب ثروات وانتهاكات إنسانية.. ماذا فعل أردوغان في سوريا؟
استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حربه ضد حزب العمال الكردستاني كذريعة لتبرير جرائمه وأطماعه في سوريا، ساعيًا لسرقة ونهب الأراضي السورية الآهلة بالنفط والزراعة.
وقام بتجييش الفصائل السورية الإرهابية الموالية له في الشمال السوري، لسرقة مقدرات الشعب السوري بعد القيام بانتهاكات ضدّ المدنيين، لنقل تلك الثروات وتهريبها إلى تركيا. فحوادث الاعتداء والسرقات والخطف والاغتصاب على يد ميليشيات "أردوغان" قد لا يحول دون وقوعها، مما أثار غضبًا دوليًّا وحقوقيًّا حولها.
وتصاعدت تلك الانتهاكات منذ أكتوبر الماضي بالتزامن مع بداية الاحتلال التركي المعلن للشمال السوري، حيث استخدمت الفصائل الموالية لأردوغان أسلوب الترهيب لتهجير الأهالي من القرى، والقيام بعمليات السلب والنهب، وقتل المدنيين، عدا عن ذلك استمرار هجمات وقصف الاحتلال التركي على القرى الآهلة بالسكان.
ميليشيات أردوغان لصوص صوامع القمح
تزعم حكومة "أردوغان" فرض سيطرتها إداريًّا على مدينتَيْ رأس العين وتل أبيض من خلال تشكيلها مجلسين محليين، ومع ذلك فإن الفوضى لا تزال تعمّ المدينتين، حيث السطو المسلح وسلب ونهب ممتلكات السكان إلى جانب تفريغ صوامع الحبوب ونقل محتوياتها إلى تركيا.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصائل الموالية لتركيا لا تزال تعكف على سرقة محاصيل القمح والشعير من صوامع مدينة "تل أبيض" و"سلوك".
وأشار إلى قيام قيادات في فصيل أحرار الشرقية بشراء المحصول المسروق من صوامع تل أبيض وسلوك من قيادة الجبهة الشامية وجيش الإسلام وأحرار الشرقية، ونقلها إلى مستودعات مجهّزة مسبقاً بالقرب من محطة وقود البلو، لافتاً إلى بيع الحبوب إلى تجار على ارتباط بالفصائل أو تهريبها إلى تركيا.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الصوامع التي تم سرقتها "كانت تحتوي على 11 ألفًا و400 طن من القمح، فيما كانت صوامع "الصخرات" الواقعة في جنوب "تل أبيض" تحتوي على 11 ألف طن من القمح.
كما أكد المرصد سرقة 26 ألف طن من الشعير، وسرقة صوامع (شركراك) الواقعة في شمال الرقة، والتي تحتوي على 9000 طن من القمح و11000 طن من الشعير.
ويجري نقل تلك الكميات إلى تركيا ، وتم تخزين كمية منها في مستودعات تل أبيض، بعد قرار حظر التجوال في مناطق ما يسمى بـ(نبع السلام).
وبلغ إجمالي القمح المنهوب ما يعادل 53 ألف طن قمح و32 ألف طن شعير إضافة إلى سماد في حدود 22 ألف طن، وفقًا لإحصائيات سورية.
نقل الصوامع إلى تركيا
وفي الوقت الذي لا يجد فيه المواطن السوري كسرة الخبز، تقوم ميليشيات "أردوغان" بنقل الشعير والقمح من مدينة تل أبيض السورية إلى الجانب التركي ومن ثَمَّ يقومون بإفراغ هذه الحمولة في المخازن التابعة لمكتب المحاصيل الزراعية التركي بمدينة شانلي أورفة، وعلى الرغم من توقف تلك العمليات بسبب أزمة تفشي كورونا، ولكنها عادت مجدداً بسبب أزمة الخبز في تركيا.
وأضاف أن المرفق يوفر المياه لأكثر من 460 ألف شخص، منهم مئات الآلاف من السوريين النازحين، وكذلك أسرى تنظيم داعش وعائلاتهم، ما يعني أن أردوغان وميليشياته يخططون لإثارة الفوضى في المدينة.
وتشهد منطقة الجزيرة حرائق مفتعلة أتت على مئات الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير ومعظمها كانت بفعل مرتزقة النظام التركي من التنظيمات الإرهابية وذلك بهدف حرمان الأهالي من مصادر رزقهم والضغط عليهم لإجبارهم على التعاون معهم وتسويق محاصيلهم لمؤسسات النظام التركي إضافة إلى التأثير سلباً في الاقتصاد السوري في ظل الحصار الذي تفرضه دول غربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
قطع المياه عن الأكراد بهدف تعطيشهم
أكد موقع "المونيتور" ، أن قوات الاحتلال التركي والإرهابيين التابعين لها يقطعون المياه عن مدينة الحسكة، في أحدث جرائم ضد الإنسانية يقوم بها أردوغان.
وتابع أن المدينة يقطنها الأكراد، لتصبح هذه الخطوة أحدث الحملات التركية للضغط على المدينة، بعد أن قطع الإرهابيون المَدْعُومون من تركيا المياه عن المدينة عمدًا، عقب سيطرتهم على محطة مياه ألوك في مدينة رأس العين المحتلة من تركيا.
وأضاف أن المرفق يوفر المياه لأكثر من 460 ألف شخص، منهم مئات الآلاف من السوريين النازحين، وكذلك أسرى تنظيم داعش وعائلاتهم، ما يعني أن أردوغان وميليشياته يخططون لإثارة الفوضى في المدينة.
وأكد الموقع أن انقطاع المياه يأتي في الوقت الذي يشتعل العالم ذعرًا من فيروس كورونا لأنه في حال دخل سوريا سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى خصوصًا في الحسكة، حيث تكافح السلطات المحلية للسيطرة على مخيمات النازحين المليئة بالأطفال.
وقالت مصادر في المدينة، إن ميليشيات أردوغان دخلت محطة المياه، وأجبرت العمال على وقف العمل بها وطردت الفنيين، وهو ما أدى لترك المدينة وتل تمر والمجتمعات السكنية المحيطة دون ماء.
وأضاف الموقع، أن ما فعله رجال أردوغان يؤكد أن أنقرة تسعى لتضييق الخناق على الأكراد في كل مكان اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا وإنسانيًا.
نهب آثار سوريا
قام تنظيم داعش الإرهابي، بسرقة العديد من آثار سوريا وإخفائها خلال السنوات الماضية، ومن جانبه لفت مصدر رفيع المستوى في "مديرية الآثار والمتاحف"، التابعة للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، إلى أن "معظم الآثار السورية في المناطق الشرقية من البلاد والتي سيطر عليها داعش في وقت سابق، تم نهبها بشكل شبه كامل".
وقال المصدر وفقًا لتقارير عربية، إنه "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا فهناك كميات من الآثار التي نهبها التنظيم قد وصلت إلى تركيا، بينما هناك كميات أخرى من المرجح أن يكون قد أخفاها مقربون من التنظيم داخل الأراضي السورية في أماكن مجهولة"
فيما كشف تقرير نقله "مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا"، عن طريقة تتبعها المخابرات التركية لنهب المزيد من آثار سوريا، وذلك عبر فتح قنوات تواصل مع المهربين، على أنهم "مشترون" حتى إدخال الآثار إلى داخل الأراضي التركية، وإلقاء القبض على التجار و المهربين ثم تحويل الآثار إلى "متحف أنقرة".
ونقل مركز التوثيق عن التقرير الذي نشرته وسائل إعلام تركية، أن الأتراك تواصلوا طيلة ثلاثة أشهر مع المُهربين على أنهم "زبائن"، وتم الاتفاق على شراء 22 قطعة أثرية تم إحضارها جميعًا من سوريا، ودخلت إلى الأراضي التركية.
ونشر المركز مجموعة من الصور عبر موقعه على "تلجرام" تُظهر 18 كتابًا أثريًا مخطوطًا باللغة العربية، و4 رسائل، تم إحضارها من سوريا بمساعدة الأتراك.
"أردوغان" يسرق نفط سوريا
فيما يتورط "أردوغان" منذ عام 2014 بسرقة نفط سوريا عقب سيطرة تنظيم داعش على مدن سورية، حيث عقد معهم صفقات تتمثل في نهب النفط مقابل تسهيل مرور عناصر التنظيم عبر الأراضى التركية.
كما وصف الرئيس السوري بشار الأسد أردوغان صراحة باللص، قائلاً: "إن أردوغان لص، وإنه سرق المعامل والقمح والنفط، واليوم يسرق الأرض"، وذلك عندما أعلن أردوغان شن عملية عسكرية على الأراضي السورية وخاصة مدينة إدلب.
وهذا الأمر لم ينكره الرئيس التركي إذ أعلن عن أغراضه وأهدافه الحقيقية من إصراره على إنشاء منطقة آمنة في سوريا، إذ وجه نداء إلى القوى العالمية الفاعلة لاستخراج النفط السوري وإنفاق عائداته على اللاجئين الذين سيتم توطينهم في الشمال السوري، وذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين، بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، في ١٧ ديسمبر ٢٠١٩.
وقال في هذا السياق: "لنستخرج معا النفط من الآبار التي يسيطر عليها الإرهابيون في سوريا، ولننجز مشاريع بناء الوحدات السكنية، والمدارس، والمستشفيات، في المناطق المحررة من الإرهاب، ونوطن اللاجئين فيها"، وهو هنا مشيرا للأكراد والسوريين بالإرهابيين.
الرئيس التركي أكد هذه الأطماع للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل التي أجرى فيها محادثات مطلع مارس ٢٠٢٠، قائلا: "عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها".
وقال أردوغان إن بوتين يدرس العرض، الذي قدمته له خلال محادثات موسكو، مضيفًا أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
هذه التصريحات يبدو في ظاهرها الرحمة، ولكن تحمل في طياتها نوايا الرئيس التركي الخبيثة، حيث إنه لم يجد أمامه حلا للخروج من الأزمات الاقتصادية التى تحاصر بلاده، سوى بالقرصنة على النفط في سوريا.