تحذيرات الرئيس الإيراني لـ ترامب.. ماذا حملت؟

تحذيرات الرئيس الإيراني لـ ترامب.. ماذا حملت؟

تحذيرات الرئيس الإيراني لـ ترامب.. ماذا حملت؟
مسعود بيزشكيان

في تصريحات مثيرة للجدل، وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تحذيرًا واضحًا إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مشيرًا إلى مخاطر اندلاع حرب قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة والعالم.

جاءت هذه التصريحات في مقابلة أجرتها قناة "إن بي سي نيوز" الأميركية يوم الثلاثاء، حيث دعا بزشكيان إلى انتهاج سياسات تعزز السلام بدلاً من إشعال فتيل الصراعات.

بين السلام والحرب

أكد بزشكيان، المعروف بمواقفه الإصلاحية، أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، مشددًا على أن هدف بلاده يتمحور حول الحفاظ على السلم الإقليمي والدولي.

وقال في حديثه: "آمل أن يسعى ترامب إلى تحقيق السلام بدلاً من التسبب في حمّام دم أو حرب جديدة".

التصريحات تأتي قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وسط مخاوف متزايدة بشأن تصعيد محتمل في الشرق الأوسط، لا سيما مع التوترات المستمرة بين واشنطن وطهران.

العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة منذ أكثر من أربعة عقود؛ مما يعقد أي محاولات لإجراء حوار مباشر.

التصعيد الإسرائيلي والملف النووي


على صعيد آخر، أثار بزشكيان مخاوف بشأن احتمالية قيام إسرائيل، الحليف الوثيق لواشنطن، بتنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، لا سيما بعد تصريحات متكررة من ترامب خلال حملته الانتخابية تدعم مثل هذا التحرك.

وأوضح الرئيس الإيراني، أن بلاده لا تخشى الحرب لكنها ليست في وارد السعي إليها، مضيفًا: "سنرد على أي عمل عدائي بحزم، لكننا نؤكد أن نيتنا ليست تصعيد التوترات".

تزامنت هذه التحذيرات مع محادثات إيرانية مع ممثلين من ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا في جنيف، ووصفت الاجتماعات بـ"الصريحة والبناءة"، في محاولة لتقريب وجهات النظر حول الملف النووي الإيراني.

تحديات الالتزام


أبدى بزشكيان شكوكه بشأن إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة مع ترامب، مشيرًا أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الحوار ذاته بل في الالتزام بالاتفاقات. قال: "للأسف، الطرف الآخر لم يفِ بوعوده، ولم يحترم التزاماته".

الاتفاق النووي الإيراني، الذي أُبرم عام 2015 بين إيران ومجموعة 5+1، كان قد وضع آلية لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. غير أن ترامب انسحب منه في 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة أضرت بالاقتصاد الإيراني، وأدت إلى تدهور العلاقات بين الجانبين.

وتسبب انسحاب ترامب من الاتفاق وتصاعد الضغوط الأميركية في دفع إيران لتقليص التزاماتها تدريجيًا، بما في ذلك تعزيز أنشطتها النووية. ومع قرب انتهاء بعض البنود الرئيسية للاتفاق في أكتوبر 2025، تبقى التوترات في أوجها، حيث يرى الخبراء، أن الوضع قد ينذر بمواجهة جديدة إذا لم تُبذل جهود دبلوماسية حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف.

سيناريوهات المستقبل


يرى محللون، أن تصريحات بزشكيان الأخيرة تشكل دعوة للتأمل في الخيارات المتاحة أمام إدارة ترامب المقبلة. ففي ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها خلال ولايته الأولى، باتت طهران أكثر تصميمًا على الصمود أمام العقوبات.

التحدي الأكبر الآن هو إيجاد صيغة توازن بين المصالح الأميركية ومخاوف إيران المشروعة.

ويؤكد الخبراء، أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات في منطقة الشرق الأوسط المضطربة أصلًا.