محللون: وساطة الإمارات بين السودان وإثيوبيا ستكون مؤثرة
تتوسط دولة الإمارات العربية المتحدة لتهدئة الأوضاع بين إثيوبيا والسودان وحل مشكلة سد النهضة
بعد أن تصاعدت حدة التوتر بشأن السيطرة على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة على حدود السودان مع إثيوبيا في الأشهر الأخيرة، أعلنت السودان الثلاثاء على لسان وزير إعلامها أن مجلس الوزراء أيد مبادرة لوساطة الإمارات في النزاع مع إثيوبيا بشأن الحدود وسد النهضة الإثيوبي.
ويأتي هذا فيما أعرب مسؤولون عسكريون ومراقبون من السودان وإثيوبيا عن قلقهم من إمكانية تطور النزاع الحالي بين البلدين حول منطقة الفشقة الحدودية، إلى حرب إقليمية شاملة.
حركة في المياه الراكدة
ويقول عبدالله أبو العلا، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية: إن وساطة دولة الإمارات العربية المتحدة لحل هذه الأزمات بين الدولتين سيحرك المياه الراكدة، لا سيما وأن إثيوبيا تتعنت بشأن هذه الملفات خلال السنوات الماضية، لكن توجد آمال عريضة لنجاح التدخل الإماراتي.
وأضاف أبو العلا: "كان على دولة من خارج القارة الإفريقية التدخل بين الدولتين، حيث إن كل دولة من الاثنتين لديها الكتلة المؤيدة لها داخل الاتحاد الإفريقي، وهذا يكون وفق المصالح بين الدول".
أزمات متتالية
أما شريف أحمد، الباحث في الشؤون الإفريقية، فقال: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدخلت في الوقت المناسب وعرضت وساطتها من أجل حل الأزمات التي تزداد يوما بعد الآخر بين البلدين لاسيما سد النهضة الإثيوبي وأراضي الفشقة على الحدود بين البلدين.
وأضاف: "يعود تاريخ الخلاف السوداني الإثيوبي بشأن أراضي الفشقة الزراعية التي تبلغ مساحتها حوالي 12 ألف كلم مربع إلى منتصف القرن العشرين، ودخل مئات الإثيوبيين إلى المنطقة الواقعة بين نهري ستيت وعطبرة السودانيين وقاموا بزراعة أراضيها خلال موسم الأمطار، ولجأت القوات المسلحة السودانية إلى احتجاز هؤلاء ومعداتهم وإعادتهم إلى إثيوبيا، ووصف السودان الأمر رسمياً بأنه محاولة لاحتلال أراض داخل حدوده الدولية بموجب معاهدات تعود إلى الحقبة الاستعمارية".
يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة أعلن السودان استعادته لأراض في المنطقة تقع ضمن حدوده الدولية، ما أدى إلى اتهام إثيوبيا للسودان بدخول أراض ضمن حدودها وحذرت من رد عسكري إذا تطلب الأمر.
وكان السودان طالب باحترام القوانين فيما يتعلق بملف سد النهضة، معتبرا أن إصرار إثيوبيا على الملء الثاني للسد تمادٍ في موقفها.