نتنياهو يبحث عن طرق وبدائل للتهرب من تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في إخفاق 7 أكتوبر.. ما حقيقة ذلك؟
نتنياهو يبحث عن طرق وبدائل للتهرب من تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في إخفاق 7 أكتوبر.. ما حقيقة ذلك؟
منذ السابع من أكتوبر الماضي ويعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي من تداعيات ما حدث في عملية "طوفان الأقصى"، خاصة وأن الاتهامات بالفساد نتاج بدء الحرب طالت نتنياهو الذي يريد استمرار الحرب حتى يبحث عن طريقٍ للتهرب من التحقيق.
وكانت هناك اتهامات لنتنياهو بمعرفته بالعملية الخاصة التي قامت بها حركة حماس وأدت إلى رهن أكثر من 250 شخصًا من إسرائيل، ويخوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صراعات خفية بشأن مستقبله السياسي، وسط استمرار تراجع شعبيته وانهيار القوة الانتخابية لحزب الليكود الذي يتزعمه، ومواصلة إغلاق الدائرة من حوله، وتعزيز الأدلة التي تتهمه بالفشل والإخفاق في منع معركة "طوفان الأقصى".
التهرب من التحقيق
قالت صحف عبرية: إن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى للفرار من كل ما يمكن أن يدينه خلال الحرب المستمرة على غزة أو في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الماضي، وذكرت الصحف العبرية، أن بنيامين نتنياهو يبحث عن طرق وبدائل للتهرب من التحقيق من خلال لجنة رسمية في فشل الجيش الإسرائيلي والأمن للتصدي لهجمات المقاومة في 7 أكتوبر.
أردفت الصحف، بأن نتنياهو يحاول تبعًا لذلك أن يتم وضع تشريع بقانون لتشكيل لجنة تحقيق وفحص من قبل الكنيست وليس من قبل القضاء، ممثلا في رئيس المحكمة العليا في إسرائيل، ويعمل نتنياهو في ذات السياق على استمرار الحرب وعدم توقفها رغم المظاهرات المندلعة في الاحتلال بشكل شبه يومي والمطالبة بوقفها.
نتنياهو شخص "مذنب "
من جانبه وردًا على تلك الدعاوى والمحاولات من نتنياهو، قال زعيم المعارضة يائير لابيد: إن "نتنياهو شخص مذنب وسيتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية".
وتؤكد استطلاعات الرأي مؤخرًا استمرار تعاظم شعبية رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس، وتعاظم القوة الانتخابية لأحزاب المعارضة التي تمنحها استطلاعات الرأي تشكيل الحكومة المقبلة إذا أجريت انتخابات مبكرة للكنيست.
وخلافًا لما كان سائدًا قبل الحرب على غزة، حيث كان يلقب نتنياهو بـ"ملك إسرائيل" ويحظى بأغلبية ساحقة في استطلاعات الرأي التي تؤيد توليه منصب رئاسة الوزراء، أظهر الاستطلاع الجديد أن 29% فقط ممن شاركوا فيه يعتقدون أن نتنياهو هو الأنسب لتولي المنصب.
ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن بجانب التحديات التي يواجها نتنياهو في إدارة الحرب على غزة على عكس الآخرين، فهو لديه تضارب في المصالح التي تتعلق بسير الحرب وأهدافها، سواء بتقويض حكم حماس أو تحرير المحتجزين الإسرائيليين، ومستقبله السياسي، والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء، وإلغاء محاكمته بملفات فساد والتي حتى الآن تزداد في ظل الكشف عن كيفية تعامل نتنياهو مع العملية التي قامت بها حماس.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن حتى الآن نتنياهو لا يريد إيقاف الحرب، وحتى إن تمت الهدنة فإنه سيسعي للدخول في حربٍ بجنوب لبنان، خاصة أن الصراع الجديد الذي سيخوضه نتنياهو سيكون في ملف الفشل والإخفاق الاستخباراتي بمنع حصول "طوفان الأقصى" قد تمت إدانته شعبيًا.
بينما يرى أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن كبار أعضاء الليكود يحاولون جمع مواد من شأنها أن تلقي ضوءًا سلبيًا على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية من أجل برأءة نتنياهو، ولكن الشعب الإسرائيلي حاليًا يعلم تمامًا أزمات نتنياهو ويرى أنه يجب محاكمته.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن نتنياهو يعتزم أن يفعل برؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية ما فعله بالمحققين والمدعين العامين في ملفات الفساد التي يحاكم بها، حيث شكك في مهنتيهم وقدراتهم، وحملهم مسؤولية تقديمه للمحاكمة لدوافع سياسية، لكنه في أحداث "طوفان الأقصى" سيواجه صعوبة في تحميل القادة العسكريين والأمنيين مسؤولية الفشل والإخفاق.