قطر تضغط على حماس: طردت قادة الحركة مؤقتًا إلى تركيا ثم أعادتهم.. ما القصة؟
قطر طردت قادة الحركة مؤقتًا إلى تركيا ثم أعادتهم
في تحول مفاجئ للأحداث، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن دولة قطر قد اتخذت خطوة غير مسبوقة بطرد قادة حركة حماس لفترة وجيزة، وذلك في ظل تعثر محادثات الرهائن التي جرت في أبريل الماضي، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين حكوميين، فقد طلبت الدوحة بهدوء من قادة الحركة مغادرة أراضيها، معبرة عن إحباطها من تعامل حماس مع المفاوضات المتعلقة بصفقة الرهائن.
*محاولة ضغط*
هذه الخطوة، التي تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع بين إسرائيل وحماس، جاءت كمحاولة للضغط على الحركة للتوصل إلى حل وسط، خاصة بعد أن باءت المحادثات بالفشل في التوصل إلى اتفاق منذ الهدنة الأولى.
وأشار المسؤولون، إلى أن الطلب القطري جاء عقب إعلان الدوحة عن إعادة تقييم دورها كوسيط في المحادثات غير المباشرة بين الطرفين. وأوضح المسؤولون، أن هذا التقييم يستند أيضًا إلى شعور بالإحباط من جانب حماس، التي رفضت تقديم تنازلات كافية خلال الجولات المتعاقبة من المفاوضات؛ مما أدى إلى تعقيد الوضع.
*تركيا "البديل"*
بعد طلب الرحيل، توجه قادة حماس إلى تركيا، حيث أمضوا عدة أسابيع والتقوا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أثنى على جهودهم في مواجهة إسرائيل، وفي غضون أسبوعين، أطلقت مصر مبادرة للتوسط في صفقة الرهائن، ولكن مع تعثر المفاوضات مجددًا، أبلغت قطر قادة حماس بإمكانية عودتهم إلى الدوحة، في محاولة لمنع انهيار المحادثات بالكامل.
قبل أسابيع من هذه الأحداث، أعلنت حركة حماس عن موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعلى الرغم من موافقة حماس، أكد مسؤولون إسرائيليون أن الشروط التي وافقت عليها الحركة لا تتطابق مع تلك التي وافقت عليها إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، توقفت المفاوضات ولم تستأنف، مع استمرار الخلافات بين الطرفين حول القضايا الأساسية في المحادثات، حيث تصر إسرائيل على وقف مؤقت لإطلاق النار، بينما تطالب حماس بوقف دائم وتعهدت بالحفاظ على سلطتها في القطاع.
*محاولة توازن*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن الخطوة التي اتخذتها قطر تعكس تعقيدات الدبلوماسية في المنطقة، طرد قادة حماس، ومن ثم إعادتهم يشير إلى محاولة للتوازن بين الضغوط الإقليمية والمصالح الوطنية، مضيفًا أن هذا التقلب يمكن أن يكون استراتيجية لإعادة تأكيد دور قطر كوسيط مؤثر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، ما حدث يعد لعبة قوة دبلوماسية، حيث استخدمت قطر نفوذها للضغط على حماس للتوصل إلى تسوية، العودة السريعة لقادة حماس تشير إلى أن قطر ربما حققت بعض الأهداف الدبلوماسية، ولكن الأمر يتطلب مزيدًا من الشفافية لفهم الديناميكيات الكاملة لهذه الحركة.