قمعٌ بلا حدود.. ميليشيا الحوثي تقتحم المساجد وتفرض قيودًا على العبادة
قمعٌ بلا حدود.. ميليشيا الحوثي تقتحم المساجد وتفرض قيودًا على العبادة

في تصعيد جديد لسياسات التضييق على الحريات الدينية، أقدمت ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على اقتحام عدد من المساجد في العاصمة صنعاء خلال أولى ليالي شهر رمضان المبارك، هذه الخطوة أثارت حالة من السخط والاستياء بين المواطنين، الذين اعتبروا الأمر تعديًا صارخًا على حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.
بحسب مصادر محلية، انتشرت عناصر مسلحة داخل بعض المساجد، مانعة إقامة صلاة التراويح، وسط إجراءات قمعية تعكس تشدد الجماعة في فرض سلطتها على سكان العاصمة المختطفة، لم يكن هذا التحرك منعزلًا، بل جاء ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت مختلف مناحي الحياة في صنعاء، حيث تفرض الميليشيا قيودًا متزايدة على الحريات، مما يزيد من الاحتقان الشعبي ويؤجج حالة الغضب تجاه ممارساتها الاستبدادية.
حملة اقتحام تستهدف المساجد
كشفت مصادر مطلعة، أن ميليشيا الحوثي شنت حملة اقتحام واسعة طالت عددًا من المساجد في صنعاء، حيث دخل مسلحون تابعون للجماعة إلى دور العبادة مستخدمين أساليب قمعية لفرض قراراتهم.
وأوضحت المصادر، أن المشهد كان صادمًا للمصلين، إذ فوجئوا بمجموعة من المسلحين يقتحمون المساجد ويجبرون الأئمة على إيقاف صلاة التراويح تحت تهديد السلاح، وسط اعتراضات واسعة من المصلين.
غضب شعبي ومشادات كلامية
لم يكن رد الفعل الشعبي صامتًا، إذ اندلعت مشادات كلامية في بعض المساجد بين المصلين وعناصر الميليشيا؛ ما أدى إلى توتر الأجواء داخل بيوت الله، حيث حاول المواطنون الدفاع عن حقهم في أداء الشعائر الرمضانية.
لكن وكما هو متوقع، لم تتراجع الميليشيا عن موقفها، بل استخدمت التهديدات والترهيب لإجبار الجميع على الامتثال لأوامرها، مكرسة بذلك قبضتها الحديدية على المجتمع.
دوافع سياسية وراء التضييق الديني
من جانبهم، يرى مراقبون، أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء عابر، بل تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تتبعها ميليشيا الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014، بهدف تغيير النسيج الديني والاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فالحوثيون الذين يتبعون فكرًا عقائديًا إيرانيًا متطرفًا، يسعون إلى فرض رؤيتهم الخاصة على الممارسات الدينية، مستهدفين كل ما لا يتوافق مع أيديولوجيتهم.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتدخل فيها الميليشيا في الشعائر الدينية، إذ سبق أن فرضت تغييرات قسرية على خطب الجمعة، واعتقلت خطباءً وأئمة رفضوا الانصياع لتوجيهاتها.
كما قامت خلال الأعوام الماضية بإغلاق مراكز دينية ومدارس تحفيظ القرآن، ومنعت إقامة المناسبات الدينية التي لا تتماشى مع أيديولوجيتها الطائفية.
التوترات تتصاعد وسط أوضاع إنسانية متدهورة
يأتي هذا التصعيد في وقت تعاني فيه العاصمة صنعاء من أوضاع إنسانية كارثية بسبب تردي الخدمات الأساسية، وتزايد معدلات الفقر، وارتفاع مستوى القمع السياسي والاجتماعي.
وبحسب تقارير أممية، يعيش سكان صنعاء تحت وطأة تضييق مستمر على الحريات، حيث باتت ميليشيا الحوثي تتحكم في كل تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من التعليم والإعلام وصولًا إلى الممارسات الدينية.
أثارت هذه الممارسات ردود فعل غاضبة بين النشطاء الحقوقيين والمنظمات الدولية، حيث أعربت عدة جهات عن قلقها من تصاعد القمع الديني في مناطق سيطرة الحوثيين.
واعتبرت هذه المنظمات أن استهداف دور العبادة يعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات.
تصاعد التضييق على الحريات الدينية في صنعاء يطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل التعايش الاجتماعي في اليمن، خصوصًا مع تزايد الانقسامات التي تكرسها ميليشيا الحوثي من خلال فرض رؤيتها الأحادية بالقوة.
فاستمرار هذه السياسة من شأنه أن يعمّق الشرخ المجتمعي، ويزيد من حالة الاحتقان بين مختلف المكونات؛ مما قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي يصعب احتوائه مستقبلًا.