قبل الهدنة المحتملة.. إسرائيل تعزز مواقع سيطرتها في غزة ومخاوف من حماس
قبل الهدنة المحتملة.. إسرائيل تعزز مواقع سيطرتها في غزة ومخاوف من حماس

في قلب الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تواصل قوات الجيش الإسرائيلي تمركزها في مواقع استراتيجية على أطراف الأحياء الشرقية المدمرة، مثل الشجاعية ودرج-تفاح.
تلك المناطق، التي تحوّلت إلى ركام، باتت تشكّل مأوى محتملًا لقناصة حركة حماس، ما يجعل أي تحرك إسرائيلي مكشوف بمثابة مخاطرة عالية.
مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" رافق القوات المتقدمة في أحد المواقع، حيث أكد أن هذه الأنقاض تمثل تحديًا مستمرًا، وتوفر غطاءً طبيعيًا لمقاتلي الفصائل الفلسطينية.
مفترق جيواستراتيجي حاسم
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يركز جهوده على ما يسمى بـ"رُقبة السبعين"، وهو تلال كركارية ترتفع 70 مترًا فوق سطح البحر وتمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بمحاذاة الساحل.
يشكّل هذا المرتفع فاصلًا طبيعيًا بين شمال ووسط القطاع، وبين مستوطنات "غلاف غزة".
من يسيطر عليه، يملك الأفضلية النارية والاستخباراتية في كلا الاتجاهين. ولهذا السبب، سارعت قيادة المنطقة الجنوبية إلى إنشاء سبع قواعد على امتداده لتكون خط الدفاع الأول، إلى جانب القواعد الممتدة على طول "الطوق الأمني" على الحدود.
التمركز الدائم
في الموجة الأولى من التوغلات، حاولت القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات اقتحام دون تمركز دائم. غير أن هذه الاستراتيجية سمحت لحماس بإعادة تنظيم صفوفها كقوة حرب عصابات، ما دفع الجيش إلى تغيير تكتيكاته في الموجة الثانية، والاحتفاظ بالمواقع التي سيطر عليها، ومنها "رُقبة السبعين"، والتي كانت حماس قد حفرت تحتها شبكة واسعة من الأنفاق.
تشهد القواعد الإسرائيلية نشاطًا قتاليًا متواصلًا، حيث تستخدم وحدات الكوماندوز طائرات مسيرة من مختلف الأنواع لأغراض المراقبة والهجوم، في تنسيق متكامل مع سلاح الجو وسلاح المدفعية.
هذه العمليات تُدار بما يُعرف عسكريًا باسم "قتال على ارتفاع منخفض جدًا"، حيث يتم رصد الأهداف بدقة وتدميرها باستخدام مسيّرات انتحارية مثل "زِيك".
المدنيون والمسلحون.. حدود التمييز تتلاشى
وقال أحد الضباط الإسرائيليين: إن جيش الاحتلال أصدر تحذيرات مسبقة للسكان المدنيين لمغادرة مناطق القتال، ولذلك فإن من بقي في الأحياء المدمرة، غالبًا ما يُعتبر عنصرًا معاديًا أو ناقلًا للأسلحة.
وأضاف: لم تعد لدى حماس القدرة على التحرك تحت الأرض بسبب تدمير الأنفاق، ما يدفعها إلى اعتماد تكتيك "التنكر المدني".
رغم التقدم التكتيكي، ما تزال المعارك مشتعلة في رفح وخان يونس وغزة، مع تأكيد الجيش أن سيطرته الفعلية تشمل نحو 65% من مساحة القطاع.
وتتمركز خمس قيادات فرق ميدانية إسرائيلية من الجنوب إلى الشمال، وهي: الفرقة 143، 36، 98، 162، و99. إلا أن عدد القوات القتالية النشطة تقلص إلى 13 فريقًا فقط، نصف ما تم نشره في التوغلات الأولى، وذلك لتقليل استهلاك موارد الاحتياط.
يتجنب الجيش التوسع السريع لحماية حياة الجنود والإبقاء على فرص إنقاذ الرهائن، خصوصًا مع مقتل 22 جنديًا منذ بداية يونيو وحده، ومن المتوقع أن يكون أي انسحاب مستقبلي جزئيًا وليس كاملًا، خاصة من المناطق ذات الأهمية العسكرية كـ"الطوق الأمني".