محلل سياسي فلسطيني: أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب
محلل سياسي فلسطيني: أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر للحرب

في ظل تصاعد الحرب المستمرة بين حركة حماس وإسرائيل، يبقى الأطفال في قطاع غزة هم الضحايا الأبرز لهذا الصراع الدموي الذي طال أمده، وحوّل حياتهم اليومية إلى كابوس دائم. فالأطفال الذين يُشكلون ما يقرب من نصف سكان القطاع يعيشون اليوم بين الدمار والخوف وفقدان الأمان، في بيئة تغيب عنها أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
منذ اندلاع جولة الحرب الأخيرة، سجّلت منظمات حقوقية أعدادًا كبيرة من الضحايا في صفوف الأطفال؛ سواء نتيجة القصف المباشر للمنازل والمخيمات أو بسبب انهيار البنية التحتية الصحية والتعليمية. وتُشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن آلاف الأطفال في غزة فقدوا ذويهم أو تعرضوا لإصابات خطيرة ستلازمهم مدى الحياة، فيما يعيش آخرون في مخيمات نزوح مكتظة تفتقر لأبسط وسائل الرعاية.
الحرب لم تترك أثرها فقط على الجسد، بل امتدت إلى الجانب النفسي، حيث يُعاني الأطفال من صدمات متكررة جراء مشاهد القصف وسماع أصوات الانفجارات المتواصلة، وهو ما دفع منظمات دولية إلى التحذير من "جيل كامل مهدد بالضياع" إذا لم يتم توفير برامج عاجلة للدعم النفسي والتعليمي.
في المقابل، تُؤكد تقارير حقوقية أن الحصار المستمر منذ سنوات على غزة فاقم معاناة الأطفال، إذ يُعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى غياب بيئة تعليمية آمنة. مدارس تحولت إلى ملاجئ، ومستشفيات تعمل فوق طاقتها، وأسر عاجزة عن تلبية احتياجات أبنائها.
وبينما يستمر القتال بين حماس وإسرائيل، يبقى أطفال غزة الحلقة الأضعف في هذه الحرب، حيث يُدفعون ثمنًا باهظًا لصراع سياسي وعسكري يتجاوز أعمارهم وأحلامهم، لتظل صورهم وصرخاتهم شاهدًا حيًا على واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العالم المعاصر.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف: إن الأطفال في قطاع غزة هم الفئة الأكثر تضررًا من الحرب المستمرة بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرًا إلى أنهم يتحملون أعباءً لا طاقة لهم بها نتيجة القصف والدمار والحصار.
وأوضح الصواف لـ"العرب مباشر" أن استهداف الأحياء السكنية بشكل متكرر أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من الأطفال، إما قتلى أو جرحى أو مشردين، وهو ما يعكس – بحسب تعبيره – "سياسة ممنهجة لإسرائيل للضغط على المجتمع الفلسطيني من خلال تدمير نسيجه الأسري والاجتماعي".
وأشار إلى أن معاناة الأطفال لا تقف عند حدود الاستهداف المباشر، بل تمتد إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية والتعليمية، حيث يعيش معظمهم صدمات متكررة جراء فقدان الأهل والأصدقاء، إضافة إلى حرمانهم من حقهم في التعليم واللعب والعيش في بيئة آمنة.
وأضاف أن "الطفولة في غزة أصبحت عنوانًا للمعاناة الإنسانية"، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى نشوء جيل كامل محاصر بالصدمة واليأس، الأمر الذي قد ينعكس على مستقبل الاستقرار في المنطقة.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين، والضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين ورفع الحصار عن القطاع، مؤكدًا أن "إنقاذ الطفولة في غزة مسؤولية إنسانية قبل أن تكون سياسية".