حذر الدكتور روشان فارا، جرّاح زراعة الشعر والمؤسس المشارك لمركز "تريتمنت رومز لندن"، من أن استخدام إبر خسارة الوزن الشهيرة مثل: Ozempic وWegovy وMounjaro  قد يؤدي إلى تغير مقلق في المظهر الخارجي للمستخدمين، يتمثل في تساقط الشعر المفاجئ.

وفي تصريحات أدلى بها لموقع "ديلي ميل" البريطاني، أوضح الدكتور فارا أن العديد من المرضى الذين يستخدمون هذه الإبر يواجهون هذا الأثر الجانبي المزعج ويبحثون عن حلول له، إلا أن المفاجأة تكمن في أن السبب لا يعود بشكل مباشر إلى تركيبة الدواء نفسه.

نقص السعرات والفيتامينات هو الجاني الحقيقي

وفسر الطبيب، أن السبب الأرجح وراء تساقط الشعر هو التغيير الحاد في النظام الغذائي ونقص السعرات الحرارية، الأمر الذي يؤدي إلى عجز في الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو بصيلات الشعر. 

وأشار، أن المنتجات مثل Mounjaro وWegovy  قد تؤدي إلى تقييد غير مقصود للسعرات الحرارية، ما يجعل الجسم يُعيد توجيه موارده الغذائية نحو الأعضاء الحيوية على حساب الجلد والشعر.

وأضاف: أن هذا التأثير معروف طبيًا باسم تساقط الشعر التيلوجين (Telogen Effluvium)، وهو نوع من تساقط الشعر المؤقت. 

وأكد، أن الشعر يمكن أن يعاود النمو بمجرد عودة المريض إلى نظام غذائي متوازن وغني بالسعرات والمواد الغذائية.

تجارب مقلقة على وسائل التواصل الاجتماعي

وجاء هذا التحذير في وقت يتزايد فيه عدد مستخدمي هذه الإبر الذين يعبرون عن قلقهم على منصات مثل "ريديت"، حيث نشر العديد منهم شهادات عن تساقط الشعر، مشيرين أن ذلك كان مرعبًا لدرجة دفعتهم إلى التوقف تمامًا عن تناول الإبر المعروفة طبيًا باسم منشطات GLP-1.

كيف تعمل هذه الإبر؟

إبر Mounjaro وغيرها من GLP-1 تعمل من خلال محاكاة تأثير هرمون الجوع الذي يفرزه الجسم بعد تناول الطعام، والذي يُرسل إشارات إلى الدماغ بالشبع. 

وكانت Wegovy، التي تحتوي على مادة سيماجلوتيد الموجودة أيضاً في  Ozempic، أول إبرة من هذا النوع تُعتمد رسميًا في المملكة المتحدة عام 2021.

وتُظهر التقديرات أن نحو 1.5 مليون شخص في بريطانيا يستخدمون منشطات GLP-1 بغرض إنقاص الوزن، إلا أن تزايد شعبيتها أثار قلقًا متناميًا من الآثار الجانبية غير المعروفة أو غير الشائعة.

آثار جانبية جديدة

تشمل الأعراض الجانبية الأخرى التي أُبلغ عنها: الغثيان، القيء، الإسهال، هشاشة العظام، تلف الأسنان، القلق الحاد، الاكتئاب، وأحيانًا مضاعفات أخطر مثل تلف الأعضاء الحيوية.

وتشير تقارير صحفية، أنه تم ربط أكثر من 100 حالة وفاة في بريطانيا باستخدام هذه الإبر، رغم عدم إثبات علاقة مباشرة بين تلك الوفيات والدواء حتى الآن، بحسب الجهات الرقابية المعنية بسلامة الأدوية. 

وأشارت الهيئة البريطانية إلى وجود ما وصفته بـ"الاشتباه" في أن بعض هذه الآثار قد تكون مرتبطة بالدواء.

حالة وفاة مؤكدة 

ومن بين الحالات المؤكدة، برزت وفاة الممرضة الاسكتلندية سوزان ماغوان، البالغة من العمر 58 عامًا، التي توفيت بعد تناول جرعتين فقط من Mounjaro، إثر إصابتها بفشل متعدد في الأعضاء، وصدمة إنتانية، والتهاب البنكرياس الحاد.

ورغم عدم فهم العلماء الكامل لكيفية تسبب منشطات GLP-1 في حالات التهاب البنكرياس القاتلة، إلا أن التفسير المطروح يشير إلى احتمال تنشيط مفرط للخلايا البنكرياسية، مما يضع عبئًا كبيرًا على العضو ويؤدي إلى التهابه بشدة.