محلل يمني يدين انتهاكات الحوثي في رمضان واستغلال المساجد لأغراض سياسية
محلل يمني يدين انتهاكات الحوثي في رمضان واستغلال المساجد لأغراض سياسية

في بداية شهر رمضان لعام 2025، شهدت عدة مناطق في اليمن تصاعدًا في انتهاكات ميليشيا الحوثي، خاصة فيما يتعلق باستغلال المساجد والدور الديني لأغراض سياسية وعسكرية. هذه الانتهاكات تأتي في وقت حساس، حيث يُفترض أن يكون هذا الشهر الفضيل وقتًا للسلام والتأمل الروحي.
استغلال المساجد
شهدت العديد من المساجد في مناطق سيطرة الحوثيين استخدامًا غير لائق من قبل الجماعة، حيث قاموا بتوجيه خطب الجمعة والدروس الدينية للترويج لأيديولوجيتهم السياسية وحشد الدعم لممارساتهم العسكرية.
وفقًا لعددٍ من التقارير من مصادر محلية وحقوقية، تم فرض خطب تمجد جماعة الحوثي وتبرر أعمالها العسكرية، ما يعتبر انتهاكًا لحرمة المكان الذي يُفترض أن يكون مخصصًا للعبادة والتوجيه الروحي.
استغلال الشهر الكريم في التجنيد
كذلك، رصدت تقارير محلية، أن الحوثيين قاموا في بعض المناطق بتجنيد الشباب والأطفال خلال الشهر الكريم، مستغلين الجوامع والمراكز الدينية كمراكز تجنيد استخدموا هذه الأماكن كغطاء لتحفيز الشباب على الانضمام إلى صفوفهم بحجة الدفاع عن "القضية الدينية" والتأكيد على أن الانضمام للقتال هو جهاد مقدس.
انتهاكات حقوق الإنسان
بالإضافة إلى ذلك، استمر الحوثيون في تنفيذ عمليات اعتقال تعسفي ضد معارضين لهم، بينهم ناشطون وصحفيون، حيث شنت القوات الحوثية حملات اعتقال واسعة في مناطق متعددة في البلاد.
في الوقت ذاته، تعرض العديد من المدنيين للمضايقات بسبب مواقفهم المناهضة للجماعة، بما في ذلك تجميع المواطنين في مساجد تم تجنيدهم فيها.
الدور الدولي والحقوقي
تواصل منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية في توثيق هذه الانتهاكات وتقديم تقارير حول الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.
حيث دعت المنظمات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف استغلال الأماكن الدينية لأغراض سياسية أو عسكرية. كما طالبت بوقف تجنيد الأطفال والشباب في صفوف الجماعة الحوثية.
ويبقى الوضع في اليمن مع بداية شهر رمضان يعكس تعقيدات الأزمة المستمرة، مع استغلال الحوثيين للمناسبات الدينية والتوجهات الروحية في عملياتهم السياسية والعسكرية، وفي ظل هذه الانتهاكات المستمرة، يبقى الأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من الضغط لوقف هذا الاستغلال وتعزيز احترام حقوق الإنسان في اليمن.
وأدان المحلل السياسي اليمني عبد الحفيظ نهاري، الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في اليمن، خاصة مع بداية شهر رمضان، محذرًا من استغلالهم للأماكن الدينية مثل المساجد في تجنيد الشباب وتحقيق أهدافهم السياسية والعسكرية.
وفي تصريحات خاصة للعرب مباشر قال نهاري: "ما يحدث في اليمن من استغلال الحوثيين للمساجد والشهر الفضيل هو انتهاك صارخ للحرمة الدينية ولحقوق الإنسان. يجب أن يُستخدم هذا الشهر المبارك في تعزيز قيم التسامح والسلام، لا أن يكون منصة لتوجيه الشباب نحو العنف والصراع.
وأشار أن الجماعة الحوثية لا تتوانى عن استغلال كل مناسبة لتعزيز أيديولوجيتها، بما في ذلك استخدام المساجد كأدوات للدعاية السياسية.
كما نبه نهاري إلى استغلال الحوثيين للأوضاع الإنسانية في رمضان، حيث يتم تجنيد الشباب والأطفال، وهو ما يتناقض تمامًا مع قيم الشهر الكريم الذي يدعو إلى الرحمة والمغفرة، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية الضغط على جماعة الحوثي لإيقاف هذه الممارسات.
وأضاف المحلل اليمني: أن "الاستمرار في هذا النهج سيؤدي إلى مزيد من تعميق الأزمة في البلاد، حيث يستغل الحوثيون كل ما يمكنهم من تسييسه، حتى العبادة، من أجل تعزيز سلطتهم في مناطق سيطرتهم."
ودعا عيد الحفيظ نهاري إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والمحلية لمواجهة هذه الانتهاكات، وتأكيد احترام حقوق الإنسان في اليمن، خاصة في مثل هذه الأوقات التي يُفترض أن تكون مخصصة للسلام والروحانية.