مع انتهاء المرحلة الأولى.. اتفاق غزة في مهب الريح

مع انتهاء المرحلة الأولى.. اتفاق غزة في مهب الريح

مع انتهاء المرحلة الأولى.. اتفاق غزة في مهب الريح
نتنياهو

بات مصير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة موضع شك، مع انتهاء المرحلة الأولى منه التي استمرت 42 يومًا، وسط تعقيدات سياسية وأمنية تهدد استكمال بنوده. 

وبينما تسعى إسرائيل لتمديد هذه المرحلة، تتمسك حركة حماس بالمضي قدمًا نحو المرحلة الثانية، التي تعني فعليًا إنهاء الحرب.

عقبات أمام استمرار الهدنة

مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، بدا واضحًا أن التحديات التي تواجه استمراريته أكبر من المتوقع، فإسرائيل تسعى إلى تمديد الوضع القائم، بهدف تحقيق مزيد من المكاسب الأمنية والسياسية، في حين ترى حماس أن تنفيذ المرحلة الثانية هو السبيل الوحيد لاستكمال الاتفاق وفق الشروط المتفق عليها.

وفي هذا السياق، كثفت الوساطات الدولية، خصوصًا من مصر وقطر، جهودها للحفاظ على وقف إطلاق النار، لكن العقبات تبدو معقدة. فبينما ترى بعض الأطراف أن هناك فرصة لاستمرار التهدئة، تشير تطورات المشهد إلى احتمالية انهيار الاتفاق في أي لحظة.

المرحلة الثانية.. نقطة تحول

وفقًا للاتفاق الأصلي، كان من المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية فور انتهاء المرحلة الأولى، وتستمر 42 يومًا أخرى، تتضمن انسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من قطاع غزة، وإطلاق سراح ما تبقى من الرهائن المحتجزين لدى حماس، في مقابل إفراج إسرائيل عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين.

لكن إسرائيل تبدي تحفظات كبيرة حيال تنفيذ هذه المرحلة، خصوصًا فيما يتعلق بانسحابها الكامل من القطاع، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدًا لأمنها الاستراتيجي، هذه المخاوف جعلت الحكومة الإسرائيلية تتردد في الالتزام بالاتفاق كما هو، ما دفع حماس إلى مطالبة الوسطاء بالضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية دون تأخير.

وبعد عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة، حيث جرت جولات تفاوضية جديدة، لم تثمر المحادثات عن نتائج ملموسة، ما زاد من تعقيد المشهد، وبحسب مصادر متابعة، فإن فرص تحقيق اختراق في المفاوضات ما تزال محدودة، نظرًا لتمسك كل طرف بموقفه.

من جهة أخرى، تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية من بعض الأوساط السياسية والعسكرية التي تطالب باستمرار العمليات العسكرية في غزة وعدم تقديم تنازلات إضافية. في المقابل، ترى حماس أن أي تأخير في تنفيذ المرحلة الثانية يعد تراجعًا عن الاتفاق، مما قد يدفعها إلى اتخاذ قرارات من شأنها إعادة التصعيد.

سيناريوهات المستقبل

مع استمرار الجمود في المفاوضات، تبرز عدة سيناريوهات محتملة لمصير اتفاق وقف إطلاق النار، الأول، وهو الأكثر تفاؤلًا، يتمثل في نجاح الجهود الدولية في إقناع الطرفين بالالتزام ببنود الاتفاق، مما قد يسهم في تحقيق تهدئة طويلة الأمد.

أما السيناريو الثاني، فهو تمديد المرحلة الأولى بشروط جديدة تضمن استمرار وقف إطلاق النار لفترة إضافية، دون التطرق إلى المرحلة الثانية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل، لكنه قد يواجه رفضًا من حماس.

بينما السيناريو الأكثر تعقيدًا، فهو انهيار الاتفاق بالكامل؛ مما قد يؤدي إلى تجدد المواجهات العسكرية، وإعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر، وهذا الخيار يبقى مرهونًا بمدى قدرة الوسطاء على إيجاد صيغة توافقية تضمن استمرار التهدئة.

ويرى المحلل السياسي الدكتور هاني المصري، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يواجه تحديات جدية قد تؤدي إلى انهياره في حال استمرار الخلافات بين الأطراف المعنية، وإسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى لكسب المزيد من الوقت وتعزيز موقفها التفاوضي، بينما تصر حركة حماس على تنفيذ المرحلة الثانية وفقًا لما تم الاتفاق عليه، وهو ما يزيد من حدة التوترات ويجعل استمرار الهدنة أمرًا غير مضمون.

ويضيف المصري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن تعقيد المشهد الإقليمي والدولي يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مصير الاتفاق، حيث تمارس بعض الأطراف الدولية ضغوطًا للحفاظ على التهدئة، في حين أن تباين المصالح داخل إسرائيل نفسها بين الأوساط السياسية والعسكرية قد يؤثر على قرارات الحكومة بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.