خالد باطرفي.. الصندوق الأسود لتنظيم القاعدة في اليمن

خالد باطرفي.. الصندوق الأسود لتنظيم القاعدة في اليمن
خالد باطرفي

بعد أشهر قليلة من توليه منصب زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، تم اعتقال خالد باطرفي، خلال أكتوبر الماضي، في أول تأكيد رسمي بشأن القبض عليه.

اعتقال باطرفي


وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة، تم اعتقال زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، خالد باطرفي، خلال "عمليّة في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة في أكتوبر الماضي"، مشيراً إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي.


وأوضح تقرير الأمم المتحدة أن باطرفي تولّى قيادة تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب قبل عام، وهو أول تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي، بعد تقارير سابقة غير مؤكدة.


بينما لم يكشف التقرير الأممي عن مكان تواجد باطرفي، ولا عن تفاصيل أخرى للعملية.


وتم إرسال تقرير الأمم المتحدة الصادر عن الفريق المتخصص بمراقبة الجماعات المتطرفة، إلى مجلس الأمن الدولي. 


فيما أكد التقرير أنه بالإضافة إلى خسائرها على مستوى القادة، فإن القاعدة في جزيرة العرب تعاني من تآكل في صفوفها بسبب الانشقاقات، لاسيَّما بعد الضربات والهزائم الكبرى التي تلقتها في محافظة البيضاء باليمن، فضلاً عن تحدٍّ جديد فيما يتعلق بقيادتها وتوجهها الإستراتيجي، بعد فترة استثنائية من استنزاف كبار قادتها.

كنز معلومات


ووصفت شبكة "سي إن إن" الأميركية اعتقال زعيم القاعدة في جزيرة العرب أنه أمر بمثابة كنز من المعلومات لوكالات مكافحة الإرهاب في أميركا والعالم.


وسبق أن أورد موقع "سايت" الاستخباراتي والمهتم بشؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، في بداية أكتوبر الماضي، "تقارير غير مؤكدة" عن أن قوات الأمن اليمنية اعتقلت باطرفي في محافظة المهرة.

من اليمن لأفغانستان


ولد خالد باطرفي في الرياض السعودية في 1970، وهو ينتمي لأسرة يمنية، وانضم للقاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، ثم انضم لفرعها في اليمن.


تدرب في أول معسكر للجهاد "الفاروق"، وحصل على دورات في العلوم العسكرية، وتولى قيادة المقاتلين في معارك الحرب على تنظيم القاعدة في محافظة أبين، فضلاً عن استقطابه مئات الشباب إلى صفوف القاعدة، منذ عام 2011، من ساحات الاعتصامات الاحتجاجية، حتى بات عضوا بارزا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.


يلقب بـ"أبو مقداد الكندي"، وتم اعتقاله مسبقا من قبل قوات الأمن ومكث في السجن 4 سنوات، وهو المدبر لعملية هروب 60 فردا من القاعدة في اليمن عام 2013، ثم تولى الإشراف على الشبكة الإعلامية للتنظيم.


هو واحد من المجرمين المطلوبين دوليا، حيث عرضت أميركا مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

زعامة القاعدة باليمن


تولى باطرفي منصب زعيم القاعدة في جزيرة العرب في مطلع عام 2020 بعد مقتل سلفه، قاسم الريمي في غارة جوية أميركية في اليمن، ولكن يبدو أن اختياره لم يكن بالإجماع، حيث ذكر بيان القاعدة حينها أنه "تم أخذ رأي أكبر قدر ممكن من شورى الجماعة وأعيانها"، بسبب ما وصفه "اشتداد الحرب الصليبية ضد الجماعة وملاحقة طائرات العدو للمجاهدين وتداعي الأعداء من كل حدب وصوب".


وبات فيما بعد أحد المنظرين الرئيسيين لتنظيم القاعدة، ووفقًا للأمم المتحدة، حيث ساعده الإشراف على عملياته الخارجية أن يصبح زعيما له في اليمن.


وذكر مركز "سايت" المتخصص بالشؤون الاستخباراتية أن سماح باطرفي بأن يعتقل على قيد الحياة عوضا عن "الشهادة" مثل أسامة بن لادن سيكون مصدر إحراج كبير لتنظيم القاعدة، خصوصا بعد الخطاب الذي ألقاه خلال تنصيبه وقوله: إن "استشهاد قادتنا دليل على الصدق في منهجنا".