مؤتمر باريس والسعي لاستقرار الأوضاع في ليبيا.. دعم عربي ودولي لاستكمال المؤسسات الليبية
تنطلق غدا فعاليات مؤتمر باريس لدعم استقرار ليبيا
تستضيف باريس، غدا الجمعة، مؤتمرا دوليا حول ليبيا بمشاركة دول كبرى، بهدف تسوية الأزمة السياسية في ليبيا ولتنفيذ خارطة الطريق الأممية في هذا الشأن.
أجندة المؤتمر
وتركز أجندة المؤتمر بشكل أساسي على ضمان تنفيذ جدول الانتخابات، وبحث خروج المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك الميليشيات ونزع أسلحتها، كما يهدف لإجراء الانتخابات بليبيا في موعدها في 24 ديسمبر/ كانون الأول، وإخراج المرتزقة من البلاد".
ويجمع مؤتمر باريس "السلطات الانتقالية الليبية، ورؤساء دول وحكومات البلدان المدعوة إلى مؤتمرات برلين، في شكل سيتم تمديده لأول مرة ليشمل جميع دول الجوار الليبي".
الزخم الدولي
وينظم "مؤتمر باريس، بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة، وستشارك في رئاسته فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسيركز على توفير الزخم الدولي الأخير اللازم لدعم الانتخابات في نهاية العام، وللمساعدة في ضمان استيفاء الشروط المواتية لإجراء هذه الانتخابات واحترام نتائجها".
ويسبق مؤتمرَ باريس الدولي الحدثُ المرتقب للانتخابات الليبية المقرر إجراء مرحلتها الأولى في 24 ديسمبر المقبل.
وفي مارس الماضي تسلم المجلس الرئاسي الجديد برئاسة محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مهامهما في ليبيا، وذلك وَفْق خطة توصل إليها منتدى الحوار الليبي خلصت إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية نهاية العام.
حكومة الدبيبة
وشهدت حكومة الدبيبة ضغطا في سبتمبر بعد سحب مجلس النواب الليبي الثقة من حكومته اعتراضاً على أداء الحكومة، وتكليفها بتسيير الأعمال، وأنهى انتخاب السلطة المؤقتة انقساما في ليبيا، منذ العام 2015، بين الشرق مقر البرلمان المنتخب المدعوم من الجيش الوطني الليبي، وبين الغرب مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا سابقا.
وتعاني ليبيا من عدم الاستقرار في ظل عدم توحيد المؤسسة العسكرية والمناصب السيادية في ليبيا وتوالي المراحل الانتقالية واستمرار حالة من الفراغ السياسي عموماً وهي كلها عقبات أمام إصرار المجتمع الدولي والبعثة الأممية على أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية هو الذهاب لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لذا يستمر المجتمع الدولي والبعثة الأممية في حث الأطراف الليبية على الالتزام بخارطة الطريق وبموعد إجراء الانتخابات القادمة.
وكشف العديد من التقارير أنه يُقدر عدد المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية بنحو 21 ألف إرهابي.
استقرار ليبيا
وأكد الدكتور محمد الزبيدي، المحلل والأكاديمي الليبي، أن مؤتمر باريس خطوة مهمة في ذلك التوقيت لأنه سيعمل على حسم مجمل الأمور المعلّقة، وفي مقدّمتها إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، خلال فترة أقصاها نهاية الشهر الحالي، بالإضافة إلى إتمام الانتخابات الليبية في ظل التهديدات الإخوانية الإرهابية بتعطيل مسيرة الأوضاع في ليبيا.
وأضاف المحلل الليبي في تصريح لـ"العرب مباشر" أن المشاركة العربية والدولية في هذا المؤتمر هي في الأساس لدعم القضية الليبية والعمل على استكمال بناء المؤسسات، كما أن توقيت المؤتمر في غاية الأهمية خاصة أن موعد الانتخابات المقبلة يحين بعد أقل من شهرين، وهو ما يمثل تحديا أمام القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى التوصل لاتفاق بين الفرقاء السياسيين في البلاد، لضمان تنفيذ خارطة الطريق السياسية وفق الخطة الأممية لاستقرار ليبيا.