خبراء: المجتمع الدولي يسعى لإيجاد حل دائم للأزمة في غزة وتحقيق الاستقرار والتنمية لشعب فلسطين
خبراء: المجتمع الدولي يسعى لإيجاد حل دائم للأزمة في غزة وتحقيق الاستقرار والتنمية لشعب فلسطين
في ظل صراع دامي مستمر منذ أكثر من 8 شهور، يبزغ بصيص أمل من خلال قرار تاريخي اتخذه مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين، يحمل في طياته إمكانية إنهاء النزاع المستمر والمعاناة في قطاع غزة، القرار الذي صاغته الولايات المتحدة وحظي بتأييد الغالبية العظمى من أعضاء المجلس، يدعم مقترحًا طرحه الرئيس بايدن يهدف إلى وقف إطلاق النار ويسعى لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
*تأييد واسع*
في خطوة مفاجئة ومرحب بها، أعلن مجلس الأمن الدولي عن تبنيه لقرار جديد يهدف إلى وضع حد للصراع المستمر في قطاع غزة، القرار الذي صيغ بمبادرة من الولايات المتحدة، يدعم بشكل كامل مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار، والذي تم الإعلان عنه في وقت سابق من هذا العام.
المقترح الأمريكي، الذي يتضمن خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار، قد لاقى قبولاً من قبل إسرائيل، وفقًا لما أعلنته المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد، وفي الوقت نفسه، حث المجلس حركة حماس على قبول المقترح والعمل على تطبيق بنوده بشكل كامل ودون تأخير.
القرار الأمريكي حظي بتأييد واسع من أعضاء مجلس الأمن، باستثناء روسيا التي امتنعت عن التصويت، وفي تصريحاتها، أكدت جرينفيلد على الرغبة المشتركة في وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين، مشيرة إلى المعاناة الإنسانية الشديدة التي يواجهها سكان غزة، الذين تعرضوا للنزوح مرارًا وتكرارًا وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
*حماس ترحب*
من جانبها، أعربت حركة حماس عن ترحيبها بقرار مجلس الأمن، معلنة استعدادها للتعاون مع الوسطاء لتنفيذ مبادئ مقترح وقف إطلاق النار. وقد جاء هذا الترحيب في أعقاب إعلان الرئيس بايدن في 31 مايو عن خطته لوقف إطلاق النار، والتي وصفها بأنها "مبادرة إسرائيلية"، وذلك في ظل تصاعد الشكوك بين بعض أعضاء مجلس الأمن حول ما إذا كانت إسرائيل قد قبلت فعلاً خطة إنهاء القتال.
وفيما يتعلق بنص القرار الأمريكي، فقد تضمن ترحيبًا بمقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن، مؤكدًا على قبول إسرائيل له ودعوة حماس للقيام بالمثل.
وشدد القرار على أهمية استمرار المفاوضات والتزام الطرفين ببنود الاقتراح فور الاتفاق عليه، مع التأكيد على رفض أي محاولات لإحداث تغيير ديمغرافي أو إقليمي في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أكد سامي أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج، على قبول حماس لقرار مجلس الأمن وجاهزيتها للتفاوض حول التفاصيل، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام الاحتلال بوقف الحرب.
وقد تزامنت تصريحات أبو زهري مع أخرى لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي وصف البيان الصادر عن حماس بأنه "بادرة تبعث على الأمل".
في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات وتتعالى أصوات الدبلوماسية، يظل السؤال الأكبر: هل سيكون هذا القرار بداية النهاية للحرب الطويلة في غزة؟ الإجابة تكمن في تفاصيل القرار الأممي والاستجابة الفعلية من الأطراف المعنية.
*تقدم ملموس*
يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن القرار الأممي يشير إلى أن المفاوضات يجب أن تستمر لمدة لا تزيد عن ستة أسابيع للمرحلة الأولى، مع الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار سيظل مستمرًا طالما استمرت المفاوضات، مؤكدًا أن هذا البند يعطي مؤشرًا على إمكانية تحقيق تقدم ملموس إذا ما تم الالتزام به من قبل الطرفين.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ"العرب مباشر"، ترحيب القرار بالدور الذي تلعبه دول مثل قطر ومصر والولايات المتحدة في ضمان استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى جميع الاتفاقات يعكس أهمية الوسطاء وضرورية وجودهم كأطراف أساسية لإنهاء الحرب في غزة، مضيفًا، هذا التأكيد على الدور الدولي يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي لإيجاد حل دائم للأزمة في غزة.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن قرار مجلس الأمن أظهر رغبة عالمية في تحقيق الاستقرار والتنمية للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القرار شدد على التزام مجلس الأمن برؤية حل الدولتين، تعيش خلاله الدولتان جنباً إلى جنب في سلام وأمان.
وفي ظل هذه التطورات، تسود حالة من الترقب في أجواء قطاع غزة المحاصر، حيث ينتظر السكان بأمل نهاية حرب لم تضع أوزارها منذ أكثر من ثمانية أشهر. القرار الأممي، الذي اخترق الخطوط الأمامية للقتال، يحمل في طياته إمكانية تغيير مسار الأحداث وإعادة الأمل للمنطقة.
مراقبون أكدوا أن الأمل يبقى معلقاً على مدى جدية الأطراف في التزامهم بتنفيذ القرار والعمل على تحقيق السلام، خاصة إن العالم يراقب عن كثب، والأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لدعم تنفيذ القرار والمساعدة في إعادة إعمار غزة.