استيقظت العاصمة الخرطوم يوم السبت الماضي، على اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  بالإضافة إلى العديد من الأماكن  الأخرى في الدولة الإفريقية،  وهو ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع.

وقال الجيش السوداني: إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتها في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة الجماعة بمحاولة السيطرة على مواقع إستراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر.

من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في سلسلة من البيانات، الجيش بمهاجمة قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم. وزعمت أنها استولت على مطار المدينة و"سيطرت بالكامل" على القصر الجمهوري بالخرطوم، مقر رئاسة البلاد.

آخِر التطوُّرات في السودان
 
وفي اليوم الخامس تواصلت الأزمة ووصفت بأنها حرب شوارع بين الطرفين، وأكد الجيش السوداني على حسم التمرد في كافة أنحاء مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: إن هناك 300 قتيل وأكثر من 2600 جريح منذ اندلاع الاشتباكات في السودان،  وقالت قوات الدعم السريع: إن الجنود المصريين بخير ويتلقون الرعاية اللازمة "وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة".

وشهدت الخرطوم استمرار انقطاع المياه والكهرباء وأزمة الغذاء تلوح في الأفق، وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أن وتيرة القتال بطيئة بسبب الحرص على سلامة المدنيين،  وعرض الجيش السوداني على منتسبي الدعم السريع، العفو مقابل تسليم السلاح.

معارك بالرغم من الهدنة 

شهدت العاصمة السودانية معارك عنيفة وضربات جوية وانفجارات اليوم الأربعاء بعد انهيار اتفاق برعاية أميركية لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وسمع دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بمقر وزارة الدفاع والمطار، الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع.

وسعت قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع للسماح للسكان العالقين بسبب القتال لتدبير احتياجاتهم.

خرق الهدنة 

ووافق الجانبان على وقف إطلاق النار اعتبارا من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش) أمس الثلاثاء لكن إطلاق النار لم يتوقف وأصدر كل منهما بيانًا يتهم فيه الآخر بخرق الهدنة.

ولم تتوقف أصوات إطلاق النيران، ودويّ الانفجارات ظل مسموعًا في مناطق مختلفة من الخرطوم،  فيما أقرت الأمم المتحدة بعدم توقف المعارك.

توقُّف المستشفيات عن العمل 

كشفت نقابة أطباء السودان، أن 39 مستشفى من أصل 59 في الخرطوم ومحيطها توقفت عن العمل، من بينها 9 مستشفيات تعرضت للقصف و16 تعرضت للإخلاء القسري.

وجاء في تقرير بوضع المستشفيات، بعد 4 أيام من الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع أنه "من أصل 59 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات، يوجد 20 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي"، مشيرا إلى أن بعضها يقدم خدمة إسعافات أولية فقط.