عرض أمريكي على طاولة طهران.. صفقة نووية أم هدنة سياسية؟

عرض أمريكي على طاولة طهران.. صفقة نووية أم هدنة سياسية؟

عرض أمريكي على طاولة طهران.. صفقة نووية أم هدنة سياسية؟
الولايات المتحدة وإيران

أكدت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن في تطور دبلوماسي يعد الأبرز منذ انطلاق المحادثات بين واشنطن وطهران في أبريل الماضي، أعلنت إيران أنها تدرس رسميًا عرضًا أمريكيًا جديدًا لاتفاق نووي، تم تسليمه إليها خلال الأسبوع الماضي. 

ويشكل هذا العرض، الذي يعد الأول من نوعه منذ بدء المحادثات غير المباشرة، محاولة ملموسة للتقارب بين الطرفين رغم استمرار الخلافات العميقة حول قضايا محورية، أبرزها تخصيب اليورانيوم وتخفيف العقوبات.

وفي الوقت ذاته، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن البيت الأبيض أصدر قرارًا بتجميد فرض أي عقوبات جديدة على إيران، في خطوة تعتبر تحولًا استراتيجيًا في مقاربة الإدارة الأمريكية، إذ تشير إلى تعليق حملة "الضغط الأقصى" التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، بهدف إفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية الجارية.

*تحول جيوسياسي مرتقب*


وأشارت المجلة الأمريكية، أن هذا التطور يمثل احتمالًا بإعادة رسم المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن انعكاساته المحتملة على جهود منع انتشار الأسلحة النووية عالميًا.

 فمع تزايد نشاط إيران في تخصيب اليورانيوم، وتصاعد المخاوف من اقترابها من تطوير سلاح نووي، تصبح بنود الاتفاق المقترح محطة حاسمة في مسار هذه الأزمة الممتدة. 

كما أن قرار واشنطن تجميد العقوبات يؤشر إلى تبني نهج دبلوماسي أكثر مرونة، يجمع بين الضغط السياسي والانفتاح على الحوار.

تفاصيل العرض الأمريكي وتجاوب طهران


وأشارت المجلة، أن الاقتراح الأمريكي، الذي صاغه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، ينص على التزام إيران بتقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية. 

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده تلقت العرض رسميًا عن طريق وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، موضحًا أن طهران تدرسه بعناية وسترد عليه بما يتوافق مع مبادئها ومصالحها الوطنية وحقوق شعبها.

ويتضمن العرض نقاطًا شائكة ما تزال محل خلاف، وعلى رأسها موقف إيران من حقها في تخصيب اليورانيوم، إلى جانب مدى اتساع نطاق تخفيف العقوبات المفروضة، ورغم أن هذا المقترح يعد أول عرض رسمي أمريكي منذ بدء المفاوضات، إلا أن الفجوة بين الجانبين لا تزال كبيرة.

برنامج التخصيب الإيراني يثير القلق


وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران باتت تمتلك أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من درجة النقاء المطلوبة لتصنيع سلاح نووي. 

كما أشارت الوكالة، أن طهران تمنع المفتشين من الوصول الكامل إلى المنشآت النووية؛ مما يثير الشكوك حول مدى شفافية البرنامج النووي الإيراني. 

في المقابل، تؤكد طهران مرارًا أن أنشطتها النووية سلمية، وتنفي أي نية لتطوير سلاح نووي.