محلل في شئون الجماعات الإرهابية: فرع داعش في الصومال يشكل تهديدًا كبيرًا

محلل في شئون الجماعات الإرهابية: فرع داعش في الصومال يشكل تهديدًا كبيرًا

محلل في شئون الجماعات الإرهابية: فرع داعش في الصومال يشكل تهديدًا كبيرًا
صورة أرشيفية

باتت الصومال ساحة صراع مفتوحة بين تنظيم داعش (ولاية الصومال) الذي يسعى إلى تعزيز حضوره على الأرضي الصومالية، وبين حركة شباب المجاهدين- ذراع تنظيم القاعدة – صاحبة النفوذ الجهادي التقليدي في البلاد، التي تعمل جاهدة لتكريس نفوذها في البلاد دون منافسة من أي تنظيمات جهادية أخرى.

صراعات مستمرة

الصراع أدى إلى اندلاع العديد من المواجهات المسلحة بين الطرفين، تصاعدت حدَّتها خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت للنظر، خصوصًا بعدما تحوَّل تنظيم داعش في صراعه مع “الشباب” من الدفاع إلى الهجوم، في محاولة للسيطرة على مساحات جغرافية في المناطق النائية والجبلية الوعرة، لتأسيس ما يشبه الإمارات الجهادية.

يعدُّ تنظيم حركة الشباب الإرهابية أحد أبرز فروع تنظيم داعش عدد مقاتليه لا يتعدى بضع مئات، غير أنّهم يتَّسمون بالعنف والشراسة، وبالتمرس في الأعمال القتالية، وذلك بالنظر لأنّ معظمهم كانوا أعضاء سابقين في حركة “الشباب” الصومالية وخاضوا كثيرًا من المعارك ضدَّ القوات الحكومة، وهو ما جعلهم يتمتعون بخبرة كبيرة من الناحية التنظيمية والقتالية.

فروع داعش

وتشير بعض التقارير إلى أنّ “داعش – الصومال” لم يعد مجرَّد فرع من فروع داعش، بل بات حامل لواء المشروع الداعشي في منطقة شرق إفريقيا، لذا يعوِّل عليه تنظيم داعش الأم في تصدير المشروع الداعشي في تلك المنطقة.

وبالرغم من الضربات العسكرية التي تعرَّض لها تنظيم “داعش” من قِبل الإدارة المحلية والشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم واشنطن، غير أنّ التنظيم ما يزال قادرًا على التحرك والاستمرار في الهجمات الإرهابية وعمليات السلب والنهب، وهو ما يشير إلى وجود بيئة محلية حاضنة للتنظيم تساعده على البقاء والاستمرار.

مخاطر الإرهاب

الخبير في شئون الجماعات الإرهابية الدكتور هشام النجار، أوضح أنه شهد الصومال خلال الفترة الأخيرة تطورًا كبيرًا في الصراع بين كلٍّ من حركة شباب المجاهدين الصومالية وبين تنظيم داعش الذي يسعى إلى تأسيس “ولاية شرق إفريقيا”، حيث نشبت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وأضاف - في تصريح خاص-، أنه بات فرع داعش في الصومال يشكل تهديدًا كبيرًا، ليس على المستوى المحلي فحسب وإنّما على المستوى الدولي والإقليمي، ليس فقط بسبب تزايد هجماته الإرهابية وتحوُّل بعضها إلى هجمات واسعة النطاق، وإنما أيضًا لمساعي التنظيم تجنيد عناصر من خارج الصومال، خصوصًا من إثيوبيا.

وتابع: أنه حرص التنظيم خلال السنوات الماضية على تأكيد وجوده على الساحة الصومالية وإبراز قوته التنظيمية، من خلال نشر العديد من الإصدارات، خصوصًا ما يتعلق بالإعداد والتدريب، على غرار الفيديو الذي نشره التنظيم عام 2020، وظهرت فيه صور لتدريبات يتلقاها عناصره في معسكرات له في مرتفعات “غل غلا” الوعرة في ولاية بونتلاند في شمال شرق الصومال.

ولفت، أنه تدرك حركة “شباب المجاهدين” أن تنظيم “داعش” لا يسعى فقط إلى الحضور على الأراضي الصومالية، وإنما التوسع وإقامة إمارة داعشية، ومن ثم طرد حركة “الشباب” من المناطق التي تسيطر عليها.