تودُّد تركي جديد.. ما وراء اتصال أردوغان وولي عهد أبوظبي بعد أيام من لقائهما؟
أجري أردوغان مكالمة هاتفية بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب وفي هذا الإطار، شهدت الآونة الأخيرة عدداً من الاتصالات واللقاءات الرسمية بين قيادة ومسؤولي الإمارات وتركيا، جرى خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك يأتي في ظل التودُّدات التركية التي تقوم بها من أجل التقرب في فتح العلاقات المختلقة مع تركيا
ولم يمر أسبوع على زيارة الشيخ محمد بن زايد، إلى تركيا، إلا أنه يتلقى اتصالاً من رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، وخلال الاتصال، هنأ أردوغان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمناسبة عيد الاتحاد الـ50، متمنيًا لدولة الإمارات وشعبها مزيدًا من التقدم والازدهار.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في جميع المجالات التي تحظى باهتمام مشترك وتدعم مسارات التنمية والتطور في البلدين.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن جزيل شكره وتقديره للرئيس التركي لما أبداه من مشاعر صادقة تجاه دولة الإمارات وشعبها، متمنيا لتركيا دوام التطور والازدهار والاستقرار.
تودُّدات تركية
وسبق المكالمة الهاتفية الكثير من مؤشرات التقارب، ترجمتها زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا الأسبوع الماضي، إضافة إلى زيارات لوفود البلدين، وتصريحات إيجابية صدرت عن المسؤولين الأتراك، حملت الاستعداد التام لتطبيع العلاقات، والسعي لمراجعة بعض سياسات أنقرة في الإقليم، بما فيها التعامل مع تنظيم الإخوان، وخفض التوتر في الملفات الخلافية في المنطقة، بما في ذلك القضية الليبية.
وحول تلك العلاقات الإماراتية التركية، وبالعودة إلى زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا والمكالمة الهاتفية بعدها، فمن الواضح أن الإمارات في تطبيقها لسياستها الخارجية، تمد اليد لكل من يبسطها باتجاه التوافق الإقليمي، وينبذ الخلاف، وأسبابه، خاصة مع سعي أنقرة مؤخرًا وعبر تصريحات مسؤوليها، إلى العودة إلى "سياسة تصفير المشكلات"، التي اتبعتها قبل 10 سنوات، في أدبيات دبلوماسيتها الإقليمية.
ترقب داخل الإخوان
وفى ظل التنازلات التركية المستمرة التي تقوم بها لفتح العلاقات والتقرب من الإمارات، تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الترقب الشديد، عقب الزيارة التاريخية التي قام بها الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمكالمة الهاتفية التي قام بها أردوغان، وهو ما أثار القلق والارتباك الداخلي في جماعة الإخوان وكل المتحالفين معهم، وخاصة أن ملف تلك التنظيمات المتطرفة كان على رأس طاولة النقاش في المناقشات المختلفة.
علاقات تاريخية
وصف تقرير لمؤسسة "ماعت جروب"، زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا بأنها تاريخية، وتقهقر مخططات الإخوان في المنطقة، بالإضافة أن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام تشهد فيه الساحة العديد من الأوضاع المضطربة، وخاصة في ظل التداخلات التي تتم في شؤون دول المنطقة ومنها ليبيا وسوريا والعراق.
تغيير إستراتيجي
ويعد التغيير الإستراتيجي في السياسة التركية الخارجية ظهر من خلال سيل من التصريحات التي أطلقتها أنقرة، حول رغبتها في فتح صفحة جديدة مع العرب، وطي الخلافات وإنهاء التوتر مع مصر، كما بدأت محاولات لاختراق الجمود في العلاقات مع كل من الإمارات والسعودية، حيث سعت تركيا لاستثمار المصالحة الخليجية في قمة العلا التي انعقدت بالسعودية مطلع العام الجاري.