خبير: تمدد الجماعات الإرهابية في أفريقيا يهدد الأمن الإقليمي ويتطلب تحركًا عاجلًا
خبير: تمدد الجماعات الإرهابية في أفريقيا يهدد الأمن الإقليمي ويتطلب تحركًا عاجلًا

حذرت تقارير أمنية ودولية حديثة من تصاعد وتيرة نشاط الحركات الإرهابية في مناطق مختلفة من القارة الأفريقية خلال الأشهر المقبلة، في ظل انسحاب بعض القوات الدولية وتراجع التنسيق الأمني الإقليمي، ما أوجد فراغًا استغلته الجماعات المتطرفة لتعزيز وجودها.
وأكدت مصادر أمنية، أن منطقة الساحل الأفريقي تشهد في الآونة الأخيرة تمددًا لافتًا لجماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، حيث كثفت هذه الجماعات هجماتها على مواقع عسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مستفيدة من ضعف الأجهزة الأمنية المحلية وصعوبة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي.
وفي شرق أفريقيا، ما تزال حركة الشباب الصومالية تواصل عملياتها ضد القوات الحكومية والدولية، مع تحذيرات أممية من أن عدم معالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية هناك يوفر بيئة خصبة للتجنيد والتطرف.
وأشارت تقارير ميدانية، أن الحركة نفذت خلال الأسابيع الماضية هجمات متفرقة على مناطق حدودية مع كينيا، في مؤشر على استعدادها لتوسيع رقعة عملياتها.
من جانبهم، يرى محللون، أن استمرار النزاعات الأهلية وضعف التنسيق الأمني بين الدول الأفريقية يفتح الباب أمام تنشيط الخلايا الإرهابية، خاصة في ظل استغلال تلك التنظيمات لشبكات تهريب السلاح والبشر لتمويل عملياتها.
ويؤكد الخبراء، أن الأشهر القادمة ستتطلب تدخلًا دوليًا أكثر جدية لدعم الحكومات الأفريقية وتقديم مساعدات لوجستية واستخباراتية لمنع مزيد من التمدد الإرهابي.
ويختتم التقرير، بأن القارة السمراء تواجه تحديًا مزدوجًا يتمثل في مواجهة التطرف العنيف وسد الثغرات الأمنية، وهو ما سيحدد مستقبل الاستقرار الإقليمي وما إذا كانت تلك الحركات ستظل تهديدًا قائمًا أو يتم تحجيمها عبر جهود جماعية منسقة.
حذر الخبير المصري في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع من تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية في القارة الأفريقية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا أن التطورات الميدانية الأخيرة في الساحل الأفريقي وشرق القارة تؤكد وجود مخطط لإعادة تموضع هذه الجماعات بعد سلسلة من الضربات السابقة.
وقال ربيع -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن ضعف المنظومات الأمنية في بعض دول الساحل، وتراجع الدعم الدولي، جعلا هذه المناطق بيئة خصبة لتحركات تنظيمات مثل القاعدة في بلاد المغرب وداعش فرع الصحراء الكبرى، إلى جانب تصاعد عمليات حركة الشباب في الصومال.
وأضاف ربيع: "المنطقة تشهد الآن مرحلة خطيرة، حيث تستغل الجماعات الإرهابية الثغرات الأمنية والصراعات الداخلية لشن هجمات مباغتة، والهدف ليس فقط تحقيق مكاسب ميدانية بل إقامة قواعد نفوذ جديدة يمكن الانطلاق منها نحو دول الجوار".
وأوضح الخبير المصري، أن استمرار هذا الوضع يهدد بشكل مباشر الأمن القومي الإقليمي، بما في ذلك أمن دول شمال أفريقيا، لافتًا إلى أن شبكات التهريب العابرة للحدود باتت مصدر تمويل رئيسي لهذه الجماعات.
وأكد ربيع، أن مصر تتابع عن كثب التطورات في القارة، وأن هناك حاجة ملحة لتكثيف التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول الأفريقية، مع دعم دولي جاد، لوقف تمدد هذه التنظيمات قبل أن تتحول إلى تهديد عالمي جديد.
وختم بقوله: "الأشهر المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومات الأفريقية والمجتمع الدولي على احتواء هذه الموجة الإرهابية، وإلا سنشهد مزيدًا من الفوضى التي تتجاوز حدود القارة".