لاستخدامهم في عمليات إرهابية.. تقارير تفضح ميليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال
كشفت تقارير استخدام ميليشيا الحوثي الاطفال في عملياتها الإرهابية
تعد ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن والزج بهم في جبهات القتال واحدة من انتهاكات حقوق الإنسان، التي مارستها ولا تزال تمارسها ميليشيات الحوث.
تقرير لمؤسسة "رؤية" أكدت أنه لجأت الميليشيات الحوثية إلى تجنيد عشرات الآلاف من الأطفال والزج بهم في أتون الحرب، فتزايدت عمليات التجنيد بعد العام 2014 نظرًا لتوسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بحسب منظمة سام للحقوق والحريات.
أرقام توثق الانتهاكات
جندت الميليشيات الحوثية أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل على الجبهات، حسبما أعلن نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، مروان نعمان، في سبتمبر الماضي 2021.
ووثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 20 ألفًا و977 واقعة انتهاك طالت الأطفال اليمنيين، إضافة إلى تهجير وتشريد أكثر من 43 ألف طفل، من قبل الميليشيات بين يناير 2017 إلى مارس 2021، وقتل ألف و343 حالة خارج نطاق القانون، بينهم 31 رضيعًا، نتيجة أعمال القنص، ومقذوفات عشوائية على الأحياء السكنية، و136 حالة قتل بسبب زراعة الألغام الأرضية.
كيف يستقطبون الأطفال؟
استخدمت ميليشيات الحوثي بشهادات المواطنين اليمنيين وسائل كغسيل الأدمغة والإغراءات بالوظائف والشهادات المدرسية واستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور لدى الأسر، وإجبار القبائل على تجنيد أطفالها، حسبما أوردت قناة “العربية“.
يعمد الحوثيون، وفقًا لـتقرير خبراء الأمم المتحدة بشأن الأوضاع في اليمن، إلى استغلال المساجد والمدارس والمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية، لدفع الأطفال إلى تبنّي أفكار محرّضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.
استغلال المساعدات الإنسانية
وثق تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات استغلال المساعدات الإنسانية ومنع الأسر من الحصول عليها إلا بعد مشاركة أطفالهم في أنشطة الجماعة، ودفع الحوثي أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل، كما حرم 4.5 مليون من التعليم بعد تحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية ومعسكرات لتدريب المجندين.
ووفقًا لمنظمة حقوق الطفل اليمنية “سياج” تدير ميليشيات الحوثي نحو 6 آلاف معسكر صيفي تلقن فيها الأطفال في اليمن أفكارها المسمومة، ويستوعب كل معسكر ما لا يقل عن 100 طفل في المرة الواحدة، ويخضع الأطفال لتدريبات على القتال، وغالبًا ما يدفعون بهم إلى خطوط القتال الأمامية.
قصص الواقع المرير
وثّقت قناة العربية في 2021 تقريرًا يروي شهادات لأطفال جنّدتهم جماعة الحوثي بصفوفها، يحكي أحدهم (14 عامًا): “أوكلت إليّ مهام تعبئة الذخائر ونقلها مع المواد الغذائية إلى أماكن عالية متعرجة، كانت العملية شاقة ومُهلكة، خصوصا في أوقات الاشتباكات”.
ويضيف “كنت أتعرّض للضرب والتوبيخ حين أتأخّر عن أداء المهمة.. بكيت كثيرًا في تلك الليالي خوفًا على حياتي وعلى فقدان أمي وأبي وإخوتي”.
القائــمة الســـوداء
يفرض مسلّحو الحوثي عقوبات مختلفة على الأطفال المجندين في حال عدم تنفيذ الأوامر أو التقاعس عن أداء المهمات، وتشمل تلك العقوبات الحرمان من الأكل، والسجن والاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والتهديد بالقتل.
وأدرجت الأمم المتحدة، في 18 يونيو 2021، الحوثيين على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، واتخاذ تدابير عقابية أكثر جدية بحق القيادات الحوثيين المسؤولين عن جرائم بحق الأطفال في اليمن.