محلل سياسي فلسطيني: استمرار المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإطالة أمد الحرب والحصار

محلل سياسي فلسطيني: استمرار المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإطالة أمد الحرب والحصار

محلل سياسي فلسطيني: استمرار المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإطالة أمد الحرب والحصار
حرب غزة

شهدت الساعات الأخيرة موجة واسعة من التنديدات الدولية إزاء استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء وتزايد أعداد الأطفال والنساء المصابين بسوء التغذية. 

وأعربت منظمات أممية ودولية عن “قلق بالغ” إزاء استمرار المجاعة، داعية إلى تحرك عاجل لتأمين المساعدات وفتح الممرات الإنسانية بشكل فوري.

وقالت الأمم المتحدة -في بيان أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية-: إن الوضع في غزة “كارثي بكل المقاييس”، مؤكدة أن القيود المفروضة على دخول الإمدادات الإنسانية أدت إلى نفاد المخزون الغذائي في عدة مناطق. 

وأشارت، أن ما لا يقل عن نصف مليون شخص يواجهون خطر الجوع الحاد، بينما يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.

من جانبها، طالبت منظمة “أطباء بلا حدود” المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف كافة لوقف إطلاق النار والسماح بعمليات الإغاثة دون قيود.

 وقالت المنظمة -في بيانها-: “المجاعة ليست ظاهرة طبيعية، بل نتيجة مباشرة للحصار المستمر وعدم كفاية الاستجابة الإنسانية، ولا بد من تدخل فوري”.

وفي السياق ذاته، أصدرت مفوضية الاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا مع عددٍ من وزراء خارجية دول أوروبية، وصفوا فيه ما يجري بأنه “وصمة عار على جبين الإنسانية”، وحثوا على التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني. 

وأكد البيان، أن استمرار المجاعة يهدد بانهيار كامل للبنية المجتمعية في القطاع، وقد يؤدي إلى تداعيات إقليمية أوسع.

الجامعة العربية من جهتها طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع الإنساني في غزة، فيما أكدت منظمات إغاثية عربية أن قوافل المساعدات جاهزة للدخول فور تأمين ممرات آمنة.

ويأتي هذا التحرك الدولي وسط تحذيرات خبراء إنسانيين من أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين في غزة، مؤكدين أن الوقت يداهم الجميع، وأن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

أكد المحلل السياسي الفلسطيني د. حسام الدجني، أن استمرار المجاعة في قطاع غزة هو انعكاس مباشر لإطالة أمد الحرب والحصار المفروض على القطاع منذ أشهر، مشددًا على أن المجتمع الدولي لم يقم حتى الآن بما يكفي لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

وقال الدجني ـ في تصريح للعرب مباشرـ: إن الوضع الميداني والإنساني في غزة وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعاني العائلات من انعدام الأمن الغذائي، فيما تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية.

 وأضاف: "المجاعة في غزة ليست حدثًا عابرًا، بل جريمة إنسانية كبرى يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الذي يمنع دخول المساعدات بشكل منتظم، وكذلك الأطراف الدولية التي تكتفي بالبيانات دون فرض إجراءات ملزمة".

وأشار الدجني، أن النداءات الأممية والعربية والأوروبية المتكررة لم تُترجم على الأرض حتى الآن، وأن المدنيين في القطاع يدفعون الثمن الأكبر.

 وأكد أن المطلوب حاليًا ليس فقط إرسال المساعدات، بل التوصل إلى اتفاق سياسي يضمن وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية بشكل دائم.

واختتم المحلل الفلسطيني حديثه قائلاً:
“إنقاذ غزة يتطلب قرارات دولية حاسمة، وليس مجرد بيانات إدانة. المجاعة المستمرة وصمة عار على جبين العالم، والحل الجذري يكمن في إنهاء الحصار ووقف العدوان فورًا”.