تصعيد متواصل في غزة ومساعٍ دولية لوقف الحرب
تصعيد متواصل في غزة ومساعٍ دولية لوقف الحرب
يشهد قطاع غزة تصعيدًا مستمرًا في العمليات العسكرية، بينما تتواصل الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة توقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا.
ومع استمرار التصعيد وارتفاع الخسائر البشرية، تظل الجهود الدبلوماسية الخيار الوحيد لتجنب مزيد من الكارثة الإنسانية.
مفاوضات جديدة بتنسيق وسطاء دوليين
صرح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن وسطاء دوليين استأنفوا اتصالاتهم مع حماس وإسرائيل، بهدف استئناف مفاوضات جديدة لبحث وقف إطلاق النار.
وأكد نعيم استعداد الحركة لإظهار مرونة كبيرة لتحقيق اتفاق يتضمن جدولًا زمنيًا محددًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من المحاور الرئيسية في القطاع، مثل محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر ونتساريم الذي يعزل مدينة غزة وشمال القطاع.
مصدر مقرب من حماس أشار إلى احتمال استضافة القاهرة جولة مفاوضات جديدة الأسبوع المقبل، لمناقشة أفكار حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأكد المصدر وجود جهود متواصلة من قبل وسطاء مصريين وقطريين وأتراك، بالإضافة إلى أطراف أخرى، لدفع الطرفين نحو إنهاء الحرب.
جهود الوساطة وعوامل التأثير
بعد تعليق الدوحة لدورها في الوساطة خلال نوفمبر الماضي؛ بسبب غياب الجدية من الأطراف، عادت قطر للمساهمة في المفاوضات، وفق ما أفاد مصدر مطلع لـ"فرانس برس".
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد أن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أعاد "الزخم" إلى المحادثات، مشيرًا إلى توافق الأهداف بين الإدارة الأميركية الحالية والقادمة لإنهاء النزاع، رغم اختلاف النهج.
وعلى مدار الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مبادرات غير مثمرة لتحقيق هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، إلا إن التغيرات السياسية الأخيرة قد تساهم في دفع عجلة المفاوضات.
الوضع الإنساني في غزة
ميدانيًا، يزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهورًا. أفادت وزارة الصحة في غزة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 أدت إلى مقتل 44,664 فلسطينيًا وإصابة 105,976 آخرين.
وسجلت السبت ضربات إسرائيلية على مدينتي غزة ورفح، أسفرت عن مقتل 20 فلسطينيًا، وسط دمار واسع طال المستشفيات والبنية التحتية.
نجاح المفاوضات مرهون بجدية الأطراف
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عادل الزعنون، أن نجاح المفاوضات مرهون بمدى جدية الأطراف المتصارعة واستعدادهم لتقديم تنازلات، إضافة إلى ضغط دولي فعّال لضمان التزام الأطراف بنتائج أي اتفاق محتمل.
وأضافة - في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر"-، إن استئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة يعكس إدراك الأطراف الدولية والإقليمية لضرورة التوصل إلى حل عاجل ينهي التصعيد المستمر ويجنب القطاع المزيد من الكوارث الإنسانية.
وتابع: أن إعلان حماس عن مرونتها في المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من المحاور الرئيسية، يشير إلى تغير في ديناميكيات التفاوض، خاصة مع عودة الزخم إلى الوساطة القطرية ودور القاهرة المحوري في احتضان هذه الجهود.
وبدوره، قال أستاذ العلوم السياسية الدولية ايمن الرقب: إن "نجاح هذه الجولة يعتمد على مدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات حقيقية وضمان التزام إسرائيل وحماس بأي اتفاق يتم التوصل إليه، بالإضافة إلى تفعيل دور الوسطاء بشكل أكثر حزمًا".
وتابع تصريحه: "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لإيقاف معاناة المدنيين في غزة، حيث لم يعد الوضع يحتمل المزيد من الدماء والدمار".